إطلاق العنان للإعلام والصحافة السعودية بشن هجوم على حليف الأمس أي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومن وراءه تركيا التي وصفها الإعلام السعودي بالعثمانيين الجدد.
فقد نشرت صحيفة عكاظ السعودية مقالا حمل عنوان "العثمانيون الجدد يعودون للمنطقة عبر البوابة القطرية" في إشارة واضحة إلى الوقوف التركي إلى جانب دولة في مواجهة العقوبات السعودية.
حيث تقول الصحيفة أن التاريخ يعيد نفسه، فبعد 146 عاما على دعوة "جاسم آل ثاني" العثمانيين لحمايته أي عام 1871 حيث استقبل العثمانيين ورفع أعلامهم في قطر وفوق منزله، اليوم يكرر "تميم بن حمد" هذا الأمر بعد العقوبات التي فرضتها عليه السعودية فيدعو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحمايته وهو الذي لا يزال يحلم باستعادة مكانة العثمانيين السابقة في قطر.
وتضيف الصحيفة "لم يُخف أردوغان، الذي توفر بلاده ملاذا آمنا ومساحة إعلامية واسعة لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي، مسانده لقطر في عزلتها الراهنة" وتضيف الصحيفة إن أردوغان أكد بعد يوم واحد من إقرار البرلمان إرسال ثلاثة آلاف جندي تركي إلى قطر إن تركيا لن تترك قطر معزولة مطلقا، كما أن تركيا ستواصل إرسال المياه والأغذية والأدوية لقطر رغم استياء البعض. كما أضاف أردوغان أنه لا يعرف على الإطلاق أن قطر تقدم دعما لجماعات إرهابية.
وتضيف عكاظ لقد وجه أردوغان للسعودية خطابا يقول فيه أن السعودية هي الدولة الأقوى والأكبر في الخليج ولا يجب عليها معاداة الدول الأخرى بل اعتماد أسلوب القيادة الأخوية في المنطقة.
كما هاجم أردوغان في خطاباته السعودية متسائلا عن السبب وراء قلقها من قرار إرسال جنود أتراك إلى قطر، فالأمريكيين موجودين وآخرين أيضا موجودين فلماذا القلق من الوجود التركي؟
طبعا هذا الهجوم من صحيفة عكاظ لم يكن الأول، فقد بدأته منذ الخميس الماضي أي بعد إقرار البرلمان التركي إرسال جنود إلى قطر، حيث اعتبرت كل من صحيفتي عكاظ والرياض أن القرار التركي يؤكد الاتفاق التركي القطري للتدخل في شؤون الدول العربية بنية زعزعة استقرارها.
كما نقلت عكاظ في حينها معلومات عن اجتماع سري لتنظيم الإخوان المسلمين في تركيا بحضور رسمي تركي اتفقوا خلاله على مساندة تميم في وجه السعودية، ومواصلة سياسة التحريض ضد مصر.
كما اتهمت صحيفة عكاظ تركيا أنها كانت صاحبة القرار السياسي والاقتصادي المصري إبان حكومة محمد مرسي، ولا تزال تسعى للتخريب في الداخل المصري عبر دعم جماعة الإخوان المسلمين المعارضة.
طبعا قناة العربية السعودية بدورها فرغت هواءها لمهاجمة رجب طيب أردوغان، الذي وبعد أن كان الحليف الاستراتيجي للسعودية وشريكها في العدوان على اليمن، بات اليوم العدو اللدود بسبب وقوفه إلى جانب قطر، وشخصية تحلم باستعادة أمجاد أجداده العثمانيين، كما اعتبرته العربية في تقرير لها أنه وبسبب نشأته في كنف مجموعات متشددة فإنه يحمل فكرا متطرفا ويود أن يكون السلطان العثماني الجديد الذي يحكم إضافة إلى تركيا دمشق وبغداد والعواصم الخليجية أيضا. كما نقل الموقع الانكليزي للقناة تقريرا حول علاقة أردوغان بالزعيم الأفغاني غلب الدين حكمتيار، معتبرة أن لأردوغان علاقة بجرائم حرب قديمة نفذها إسلاميين، وكل ذلك حسب العربية.
إذا لا يبدو أن هناك أي بوادر حل للأزمة في الأفق، بل إن الأمور تذهب باتجاه تصعيد أكبر اقتصادي وأكثر إعلامي. والسبب أن السعودية لا تملك قدرة اتخاذ أي قرار بشن هجوم عسكري سيكلفها الكثير في حال وقع وقد يؤدي بها إلى مستنقع آخر كالمستنقع اليمني. خاصة في ظل وجود جنود أمريكيين وأتراك على الأراضي القطرية وعدم وقوف الكثير من الدول معها في قرارها.