عرضت شركة فيس بوك اليوم الخميس نظرة جديدة على جهودها الرامية إلى إزالة المحتوى الإرهابي، وذلك رداً على الضغط السياسي الذي تواجهه الشبكة في أوروبا، فيما يخص استعمال الجماعات المسلحة لشبكتها الاجتماعية للدعاية والتجنيد.
وصرحت الشبكة أنها تحقق تقدماً في القضاء على النشاط الإرهابي باستعمال خوارزميات متطورة لاستخراج الكلمات والصور ومقاطع الفيديو المتعلقة بالأرهاب وإزالة الدعاية والرسائل التي يعمل على نشرها المتطرفين.
وتشير المنصة إلى أنه لا يمكن للذكاء الصناعي القيام بهذه الوظيفة بمفرده، لذلك عمدت فيس بوك إلى جمع فريق مكون من 150 شخصاً، بما في ذلك خبراء مكافحة الإرهاب، يكرسون وقتهم في متابعة وإزالة الدعايات الإرهابية وغيرها من المواد.
كما أنها تتعاون مع شركات التكنولوجيا الأخرى وتتشاور مع الباحثين لمواكبة تكتيكات وسائل التواصل الاجتماعي المتغيرة باستمرار لتنظيم داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وقالت مونيكا بيكرت مديرة إدارة السياسة العالمية في فيس بوك وبريان فيشمان مدير سياسة مكافحة الإرهاب في فيس بوك: "لقد زاد استخدام المنصة للذكاء الصناعي مثل مطابقة الصور وفهم اللغة لتحديد المحتوى وإزالته بسرعة".
وتستعمل المنصة الذكاء الصناعي لمطابقة الصور التي تسمح للشركة بمعرفة ما إذا كانت الصورة أو الفيديو الذي يتم تحميله مطابق لصورة أو فيديو معروف من الجماعات التي عرفت بأنها إرهابية، مثل داعش والقاعدة والشركات التابعة لها.
وعملت كل من يوتيوب وفيس بوك وتويتر ومايكروسوفت خلال العام الماضي على إنشاء قاعدة بيانات مشتركة للبصمات الرقمية المرتبطة تلقائياً بمقاطع الفيديو أو الصور ذات المحتوى المسلح من أجل مساعدة بعضهم البعض على تحديد نفس المحتوى على منصاتهم.
وتقوم المنصة حالياً بتحليل النصوص التي تمدح وتدعم المنظمات المسلحة التي تم إزالتها سابقاً في سبيل تطوير الإشارات المعتمدة على هذه النصوص لنشر الدعاية.
وتساعد التقنيات الجديدة للبصمات الرقمية للفيديو التي يطلق عليها اسم hashes على تحديد واعتراض مقاطع الفيديو المتطرفة قبل نشرها، إلا أن هذه الأدوات الجديدة لا يمكنها منع الإرهابيين من التجمع في فيس بوك للتجنيد والتواصل مع أتباعهم.
وبحسب مونيكا بيكرت مديرة إدارة السياسة العالمية ضمن المنصة، فإن أكثر من نصف الحسابات التي أزالتها المنصة الداعمة للإرهاب قد وجدتها المنصة من تلقاء نفسها، وأن فيس بوك تريد إخبار مجتمعها بهذا ليعلموا أننا ملتزمون حقاً بجعل منصتنا الإجتماعية بيئة معادية للإرهاب.
وقد ضغطت دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والبلدان التي قتل فيها مدنيون من خلال تفجيرات وإطلاق نار من قبل الإرهابيين خلال السنوات الأخيرة على فيس بوك ومنصات التواصل الإجتماعي الأخرى مثل غوغل وتويتر لبذل المزيد من الجهود لإزالة المحتوى المسلح وخطاب الكراهية.