.jpg)
…..وعودُ المطرْ!..
تقدّمْ.. تقدمْ أيُّها المطَرْ
إنّ الزيتونَ يُريدُ أن يَرتويَ بعدَ صَيفٍ من الظّمأْ..
وفي المَمَرِّ الطويلِ إلى بيتِ تلك الجَميلةِ هناكْ
عرائشُ نضجتْ عناقيدُها
وتريدُ الآنَ أنْ تتعَرّى لتستَحِمّ وتنفِضَ عنها
غبارَ صَيفٍ مُنهِكْ..
فتقدّم إذاً.. تقدّمْ ولوْ قليلاً قليلاً أيُّها المطَرْ!.
أيُّها المَطَرُ المُتأرجِحُ بينَ أستارِ الغيومْ
نعرفُ أنكَ تخافُ أن تفيضَ أحزانُكَ
وأنت تنهمرُ بكاءً على (دموزي)..
لكنّنا نؤكِّدُ أنّنا سنشربُ كأسَ غِيابهِ المُقدّسْ
مثلما سنشربُ كأسَ عودتِهِ في الربيعِ المُمرِعْ..
فكنْ واثقاً أيها المطَرْ!.
على البابِ في نهايةِ الممَرِّ الطويلْ
ستقف تلك الجَميلةُ كي تَعُدَّ الأوراقَ المتساقطَةَ
منَ العرائشْ..
ومع أنّها ستُحصي فيها (َدَهبْ أيلولْ)
فستأمرُ الريحَ أن تكنِسها إلى حيثُ تشاءْ..
تماماً ككلِّ الذهبِ الذي يجمَعُهُ لصوصُ العالمْ
ثم يضيِّعونهُ مُرغَمينَ في عبَثِهُمُ الرخيصِ
بأقدارِ الغافلينْ!..
سيمتلئُ قلبُ تلكَ الجميلةِ فرحاً وهي تراكَ تنْهمِرُ
أيُّها المطرْ..
فالحبيبُ الذي تأخّرَ كثيراً عن مَوعِدِهْ
سيعودُ أخيراً ليحتميَ بقميصِها منَ انسِكابكْ
وهي أيضاً ستنعمُ بعبيرِ أنفاسِهِ
على صَدرِها المتأهِّبْ..
وسيرفعانِ معاً بطاقةَ شكرٍ لكْ
على ماوهَبتَهما من فرصةٍ للقاءٍ حميمْ..
فانهمرْ وكنْ رفيقاً بأحلْامِنا أيُّها المطَرْ!.