.jpg)
..اســــــــــــــاءات الســـــــــــــــــــعودية لــلإســـــــــــــــــــــــلام…………
………..أخطر مما ألحقه أبا لـهب وامرأته ومسيـلمة وأبا جــهل مجتمعين…………
………..لا خلاص للدين بدون تخليـصه من أدران الوهــابية والاخوانية ؟…………
بقلم المحامي محمد محسن
.jpg)
لست فقيهاً دينياً ولا أدعي ذلك ، ولكنني سأركب هذا المركب الصعب ، بكل شجاعة وبكثير من الإحساس بالمسؤولية ، وسأخوض في هذا الموضوع الشائك ، آملاً أن تكون الموضوعية النسبية سبيلي ، فهو موضوع مفصلي وشديد الأهمية وجدير بأن يلقى كل الاهتمام .
وبكل دقة ووضوح اقول جازماً : أنه لا يمكن الخروج من النفق المظلم الذي أدخلت الوهابية والاخوانية الدين الاسلامي فيه ، بدون العمل الجريء والجاد ، لسلخ تهمة الارهاب عن الاسلام وتحميلها للحركات الاسلامية الوهابية والاخوانية وحدهما ، واعتبارهما حركتان صُنعتا من دول الاستعمار ، لتكونا معاول هدم للدين الاسلامي .
[ نعم أمام العقلاء ] ألف مهمة أخرى لتنقية تاريخنا الذي كتب ونشر على أنه تاريخ الخلفاء والأمراء والفقهاء والممالك ، ولا يرصد أبداً أنشطة القوى الاجتماعية وانجازاتها وتفاعلاتها ، بل يغمط دورها بالمطلق ، ويعتبر ان تاريخنا هو تاريخ عبث الخلفاء والسلاطين ومجونهم ، وكان جل هم " الفقهاء " تحسين صورة الملك أو الأمير وتبرير أفعاله دينياً ـــ لا يجوز مناهضة الأمير ولو كان فاسقاً ـــ من أين جاؤوا بهذا الحديث الشنيع ؟؟!! ، ومع ذلك فرض هذا التاريخ علينا ، ذلك التاريخ الديني الغيبي التحريفي الظلامي ، الذي سرق الدين الاسلامي وحرفه بعد وفات النبي العربي مباشرة .
وبدأ فقهاء السلاطين يحملونه أثقالاً من الأحاديث التي تتناقض وروح الاسلام وغاياته ، حتى أوصلوه إلى [ الوهابية ] دين الارهاب ، كل ذلك تم من خلال تلفيقات الفقهاء المنافقين المأجورين ، لذلك وبكل اصرار أدعو المختصين القادرين ، على تبيان المخاطر التي شكلتها وتشكلها الوهابية السعودية على الدين الاسلامي ، لأن ثقافة الاسلام جزء هام من ثقافتنا العربية مسلمين ومسيحيين .
.
بادئ ذي بدئ أتبنى ما جاء بقرار المؤتمر الاسلامي الذي انعقد في " كروزني " عام / 2015 / والذي جاء فيه [ أن مذهب محمد بن عبد الوهاب ـــ الوهابية ـــ ليس مذهباً اسلامياً بل هو دين مستقل وغير اسلامي ] ، والذي صنعته بريطانيا ليكون السلاح الأمضا الذي يوفر لها استمرار سيطرتها ووصايتها على المنطقة ، بعد أن أدركت أن استعمار المنطقة بالكامل ، يقتضي تفتيت الدين الاسلامي وتشويهه ، لأنه الدين الرئيس الذي تؤمن به الأغلبية العظمى من سكان المنطقة ، فعهدت بتبنيه وقيادته ونشره ، إلى شخصية متميزة ، يدعى محمد بن عبد الوهاب الذي اختارته بريطانيا ، والذي تتوفر فيه جميع الشرائط التي تؤهله لتنفيذ هذه المهمة الخبيثة والشائكة والشديدة الحساسية ، ثم زاوجت بين هذا المذهب وبين قبيلة بني سعود التي مكنتها بريطانيا من السيطرة على كامل نجد والحجاز من خلال المصاهرة ، كما هيأت بريطانيا لهذا " الفقيه الظلامي " جيشاً كبيراً قوامه عشرة آلاف مقاتل ، مكنته من مهاجمة المراقد الاسلامية الشيعية ، في كربلاء والنجف ، حيث دمرها وسواها بالأرض ، وبخاصة مرقد الشهيد الحسين بن علي ابن فاطمة الزهراء ، بنت الرسول محمد ، ونهب جميع الأموال والمخطوطات الهامة التي تواجدت في تلك المراقد ، وقتل ما يزيد على عشرة آلاف عراقي ، ملبياً بذلك رغبة بريطانيا في توسيع الشقة بين المذاهب السنية والشيعية ، وايصالها إلى حد اللاعودة .
وتقول بعض المصادر : أن بريطانيا كانت قد كلفته بعد عودته من العراق ، تدمير الكعبة الشريفة ذاتها ، حتى لا تترك للمسلمين محجاً يوحدهم عند تأديتهم شعيرة الحج ، ولكنها عادت عن قرارها بناءً على نصيحة تقدم بها غالبية المفكرين البريطانيين ، مؤكدين على أن ذلك سيستعدي جميع المسلمين ضد المذهب الوليد المصنع ـــ الوهابي ـــ وضد بريطانيا ذاتها ، لما في ذلك مس مباشر بأهم مقدس اسلامي ألا وهو الحجر الأسود .
.
ومن خلال محمد بن عبد الوهاب صنيع بريطانيا وتلاميذه ، نشرت آلاف الأحاديث الكاذبة والمحرفة والتي لاتزال تتداول ، والتي كانت غايتها زرع الفرقة والتناقض بين جميع المذاهب الاسلامية ، إلى الحد الذي نصت على أن اي مذهب لا يدين بالوهابية هو كافر والكافر يقتل ، ولتعميم هذا المذهب أغلقت جميع المدارس في مكة والمدينة بعد استيلاء الوهابيين عليهما ، والتي كانت تدرس طلابها على مدونات المذاهب الأشعرية الأربعة ـــ مذاهب السنة والجماعة ـــ وأحل محلها المدارس التي تدرس الفقه الوهابي .
من هنا وجدت الحركات الارهابية ، الأرضية الدينية والفقهية التي تبنتها في حربها على دول المنطقة وشعوبها ، والتي أعطتها حق القتل ، والحرق ، وأكل الأكباد ، والتي لقيت كل العون المادي والسياسي والعسكري من السعودية الوهابية ، ومن حلفائها وحماتها الغربيين وعلى رأسها أمريكا .
.
اختلقت بريطانيا هذا المذهب لتتمكن من خلاله كما قلنا تفتيت الدين الأعم في المنطقة ألا وهو الدين الاسلامي ، وبتفتيت وتمزيق هذا الدين تتمكن من السيطرة على المنطقة وفرض وصايتها عليها عقوداً بل وقروناً ، وهذا ما نهضت به السعودية بكل اقتدار تحسد عليه ، مستخدمة الفقه الوهابي ، كما استخدمت ثروتها الطائلة ، لتتمكن من خلق التناقضات ، بل وتوسيعها ، لتكون الجزوة المتقدة دائماً تحت الرماد ، التي من الممكن النفخ فيها في كل آن ، وهذا ما تم عبر عقود ويتم الآن ، ويجب أن نقر وعلى رؤوس الأشهاد أن سبب تخلفنا هو هذا الفكر الديني التحريفي الخبيث ، وبالتالي لا تقدم ولا خلاص للمنطقة ، وللدين الاسلامي على وجه الخصوص ، بدون تعرية هذا المذهب وتسفيهه ، ورميه في مزبلة التاريخ كنتاج مرحلة مظلمة ، والتخلي عن كل مفرداته وسبل عمله ، ونحقق بذلك النقلة النوعية ونعيد الدين إلى حقله الروحي في مؤسساته الدينه ، وتخليصه من كل القشور والتوسفات التي علقت على جسده منذ موت الرسول مباشرة ، حيث انتقل الدين من حقله الارشادي التنويري الأخلاقي ، ليصبح فلسفة أحزاب ومجموعات تخدم مصالحها وتوجهاتها .
.
لذلك كانت المهمة الأصعب التي تعتبر ألف باء التقدم نحو الحرية ونحو العقلانية ألا وهي إخراج الدين من أيدي السياسيين العهر الذين يوظفونه ، عند كل مفترق وعند الحاجة ، وذلك بالاستنجاد بحديث كاذب يسعف جشعها عند كل مأزق وفي كل صفقة ، وهذا يقتضي بالضرورة أو يستدعي ابعاد رجال الدين أيضاً عن السياسة ، وننزع من عقولهم فقه الظلام ، واعادتهم إلى التمسك بغاية الأديان التي يجب أن تدعو للرحمة والتحاب بين عباد الله أجمعين ، وتعيد حق الحساب والعقاب إلى الله .
.
ان ما فعله أبا لهب وزوجته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ، وما قام به ابا جهل ومسيلمة الكذاب ومعهم أبا رغال وغيرهم وغيرهم ، من أفعال وتشويهات وعقبات ضد الاسلام ، لا يوازي واحداً من مليون مما فعلته الوهابية والاخوانية ، من تشويه ، وتحريف ، وتضليل ، واستغلال ، واعاقة ، لأن أولئك كانوا يتعاملون مع عشرات الآلاف من المسلمين أما هؤلاء فلقد قتلوا الملايين من " اخوانهم المسلمين " وهددوا حياة أكثر من مليار من البشر ، وشردوا ، وجوعوا الملايين ، في زمن قطع فيه العلم والمعرفة والتقدم اشواطاً مذهلة ، فبدلاً من أن يدخلوه سلم الحضارة ساقوه إلى مواخير الارهاب ، حتى بات مداناً من كل شعوب الأرض ، ألا يكفي هذا ؟؟؟!!! حتى نحملهم مسؤولية تحريف الاسلام وسرقته ،؟؟ ونحملهم اس البلاء في المنطقة ، وسبب تخلفها ، وتقاتلها وسبب تمزقها ؟؟؟!!!
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلال قرن وأكثر سمح لهذه المملكة اللعينة أن تنهض بدور التحريف والتمزيق والتشويه ليس للدين الاسلامي ، بل اغتيال حريات شعوب المنطقة واستقرارها وتقدم شعوبها ، تارة باسم لقب ـــ خادم الحرمين ـــ وتارة من خلال ثقل المملكة المادي الرهيب ، الذي مكنها من شراء الدعاة ، والمروجين لهذا المذهب ، حتى كادوا يمزقون أصغر الوحدات الاجتماعية في ما يسمى " العالم الاسلامي " ويدفعوها للاقتتال ، وأخيراً وصلوا إلى دمغ الدين الاسلامي بدمغة الارهاب الأبدية ، ألا يكفي هذا ؟؟!!.
لكن هذه الحرب عرت المستور ، وبينت حجم ولوغ هذه المملكة بدماء الشعوب الاسلامية بشكل خاص ، وكم كان دورها مخيفاً منذ النشأة ، وأنها كانت و" اسرائيل " عبر قرن كل منها يكمل دور الآخر ووظيفته .
ولما كانت قد خسرت سهمها الأخير أو كسر على الأرض السورية ، والخسارة ستُفسح في المجال لفتح صفحات تاريخها الأسود ، مما قد يؤدي إلى تفكك بنيتها ، والاجراءات الأخيرة التي يقودها الأمير المتهور محمد بن سلمان تنبئ بذلك .
مما يسهل ويستدعي كل الحريصين والمهتمين لفتح المعركة بكل ابعادها ، مع تاريخ بني سعود ، ومع المذهب الوهابي التحريفي ، وفضح كل الأسرار ، وتبيان كل الأضرار ، ليس هذا فحسب ، بل فتح الآفاق أمام تخليص الفكر الديني الاسلامي من براثن الوهابية والاخوانية ، فقهاً ، وشيوخاً ، ونمط تفكير ، واسلوب حياة .
……………..بذلك فقط تفتح الأبواب أمام العقلانية والتقدم……
………..أخطر مما ألحقه أبا لـهب وامرأته ومسيـلمة وأبا جــهل مجتمعين…………
………..لا خلاص للدين بدون تخليـصه من أدران الوهــابية والاخوانية ؟…………
بقلم المحامي محمد محسن
لست فقيهاً دينياً ولا أدعي ذلك ، ولكنني سأركب هذا المركب الصعب ، بكل شجاعة وبكثير من الإحساس بالمسؤولية ، وسأخوض في هذا الموضوع الشائك ، آملاً أن تكون الموضوعية النسبية سبيلي ، فهو موضوع مفصلي وشديد الأهمية وجدير بأن يلقى كل الاهتمام .
وبكل دقة ووضوح اقول جازماً : أنه لا يمكن الخروج من النفق المظلم الذي أدخلت الوهابية والاخوانية الدين الاسلامي فيه ، بدون العمل الجريء والجاد ، لسلخ تهمة الارهاب عن الاسلام وتحميلها للحركات الاسلامية الوهابية والاخوانية وحدهما ، واعتبارهما حركتان صُنعتا من دول الاستعمار ، لتكونا معاول هدم للدين الاسلامي .
[ نعم أمام العقلاء ] ألف مهمة أخرى لتنقية تاريخنا الذي كتب ونشر على أنه تاريخ الخلفاء والأمراء والفقهاء والممالك ، ولا يرصد أبداً أنشطة القوى الاجتماعية وانجازاتها وتفاعلاتها ، بل يغمط دورها بالمطلق ، ويعتبر ان تاريخنا هو تاريخ عبث الخلفاء والسلاطين ومجونهم ، وكان جل هم " الفقهاء " تحسين صورة الملك أو الأمير وتبرير أفعاله دينياً ـــ لا يجوز مناهضة الأمير ولو كان فاسقاً ـــ من أين جاؤوا بهذا الحديث الشنيع ؟؟!! ، ومع ذلك فرض هذا التاريخ علينا ، ذلك التاريخ الديني الغيبي التحريفي الظلامي ، الذي سرق الدين الاسلامي وحرفه بعد وفات النبي العربي مباشرة .
وبدأ فقهاء السلاطين يحملونه أثقالاً من الأحاديث التي تتناقض وروح الاسلام وغاياته ، حتى أوصلوه إلى [ الوهابية ] دين الارهاب ، كل ذلك تم من خلال تلفيقات الفقهاء المنافقين المأجورين ، لذلك وبكل اصرار أدعو المختصين القادرين ، على تبيان المخاطر التي شكلتها وتشكلها الوهابية السعودية على الدين الاسلامي ، لأن ثقافة الاسلام جزء هام من ثقافتنا العربية مسلمين ومسيحيين .
.
بادئ ذي بدئ أتبنى ما جاء بقرار المؤتمر الاسلامي الذي انعقد في " كروزني " عام / 2015 / والذي جاء فيه [ أن مذهب محمد بن عبد الوهاب ـــ الوهابية ـــ ليس مذهباً اسلامياً بل هو دين مستقل وغير اسلامي ] ، والذي صنعته بريطانيا ليكون السلاح الأمضا الذي يوفر لها استمرار سيطرتها ووصايتها على المنطقة ، بعد أن أدركت أن استعمار المنطقة بالكامل ، يقتضي تفتيت الدين الاسلامي وتشويهه ، لأنه الدين الرئيس الذي تؤمن به الأغلبية العظمى من سكان المنطقة ، فعهدت بتبنيه وقيادته ونشره ، إلى شخصية متميزة ، يدعى محمد بن عبد الوهاب الذي اختارته بريطانيا ، والذي تتوفر فيه جميع الشرائط التي تؤهله لتنفيذ هذه المهمة الخبيثة والشائكة والشديدة الحساسية ، ثم زاوجت بين هذا المذهب وبين قبيلة بني سعود التي مكنتها بريطانيا من السيطرة على كامل نجد والحجاز من خلال المصاهرة ، كما هيأت بريطانيا لهذا " الفقيه الظلامي " جيشاً كبيراً قوامه عشرة آلاف مقاتل ، مكنته من مهاجمة المراقد الاسلامية الشيعية ، في كربلاء والنجف ، حيث دمرها وسواها بالأرض ، وبخاصة مرقد الشهيد الحسين بن علي ابن فاطمة الزهراء ، بنت الرسول محمد ، ونهب جميع الأموال والمخطوطات الهامة التي تواجدت في تلك المراقد ، وقتل ما يزيد على عشرة آلاف عراقي ، ملبياً بذلك رغبة بريطانيا في توسيع الشقة بين المذاهب السنية والشيعية ، وايصالها إلى حد اللاعودة .
وتقول بعض المصادر : أن بريطانيا كانت قد كلفته بعد عودته من العراق ، تدمير الكعبة الشريفة ذاتها ، حتى لا تترك للمسلمين محجاً يوحدهم عند تأديتهم شعيرة الحج ، ولكنها عادت عن قرارها بناءً على نصيحة تقدم بها غالبية المفكرين البريطانيين ، مؤكدين على أن ذلك سيستعدي جميع المسلمين ضد المذهب الوليد المصنع ـــ الوهابي ـــ وضد بريطانيا ذاتها ، لما في ذلك مس مباشر بأهم مقدس اسلامي ألا وهو الحجر الأسود .
.
ومن خلال محمد بن عبد الوهاب صنيع بريطانيا وتلاميذه ، نشرت آلاف الأحاديث الكاذبة والمحرفة والتي لاتزال تتداول ، والتي كانت غايتها زرع الفرقة والتناقض بين جميع المذاهب الاسلامية ، إلى الحد الذي نصت على أن اي مذهب لا يدين بالوهابية هو كافر والكافر يقتل ، ولتعميم هذا المذهب أغلقت جميع المدارس في مكة والمدينة بعد استيلاء الوهابيين عليهما ، والتي كانت تدرس طلابها على مدونات المذاهب الأشعرية الأربعة ـــ مذاهب السنة والجماعة ـــ وأحل محلها المدارس التي تدرس الفقه الوهابي .
من هنا وجدت الحركات الارهابية ، الأرضية الدينية والفقهية التي تبنتها في حربها على دول المنطقة وشعوبها ، والتي أعطتها حق القتل ، والحرق ، وأكل الأكباد ، والتي لقيت كل العون المادي والسياسي والعسكري من السعودية الوهابية ، ومن حلفائها وحماتها الغربيين وعلى رأسها أمريكا .
.
اختلقت بريطانيا هذا المذهب لتتمكن من خلاله كما قلنا تفتيت الدين الأعم في المنطقة ألا وهو الدين الاسلامي ، وبتفتيت وتمزيق هذا الدين تتمكن من السيطرة على المنطقة وفرض وصايتها عليها عقوداً بل وقروناً ، وهذا ما نهضت به السعودية بكل اقتدار تحسد عليه ، مستخدمة الفقه الوهابي ، كما استخدمت ثروتها الطائلة ، لتتمكن من خلق التناقضات ، بل وتوسيعها ، لتكون الجزوة المتقدة دائماً تحت الرماد ، التي من الممكن النفخ فيها في كل آن ، وهذا ما تم عبر عقود ويتم الآن ، ويجب أن نقر وعلى رؤوس الأشهاد أن سبب تخلفنا هو هذا الفكر الديني التحريفي الخبيث ، وبالتالي لا تقدم ولا خلاص للمنطقة ، وللدين الاسلامي على وجه الخصوص ، بدون تعرية هذا المذهب وتسفيهه ، ورميه في مزبلة التاريخ كنتاج مرحلة مظلمة ، والتخلي عن كل مفرداته وسبل عمله ، ونحقق بذلك النقلة النوعية ونعيد الدين إلى حقله الروحي في مؤسساته الدينه ، وتخليصه من كل القشور والتوسفات التي علقت على جسده منذ موت الرسول مباشرة ، حيث انتقل الدين من حقله الارشادي التنويري الأخلاقي ، ليصبح فلسفة أحزاب ومجموعات تخدم مصالحها وتوجهاتها .
.
لذلك كانت المهمة الأصعب التي تعتبر ألف باء التقدم نحو الحرية ونحو العقلانية ألا وهي إخراج الدين من أيدي السياسيين العهر الذين يوظفونه ، عند كل مفترق وعند الحاجة ، وذلك بالاستنجاد بحديث كاذب يسعف جشعها عند كل مأزق وفي كل صفقة ، وهذا يقتضي بالضرورة أو يستدعي ابعاد رجال الدين أيضاً عن السياسة ، وننزع من عقولهم فقه الظلام ، واعادتهم إلى التمسك بغاية الأديان التي يجب أن تدعو للرحمة والتحاب بين عباد الله أجمعين ، وتعيد حق الحساب والعقاب إلى الله .
.
ان ما فعله أبا لهب وزوجته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ، وما قام به ابا جهل ومسيلمة الكذاب ومعهم أبا رغال وغيرهم وغيرهم ، من أفعال وتشويهات وعقبات ضد الاسلام ، لا يوازي واحداً من مليون مما فعلته الوهابية والاخوانية ، من تشويه ، وتحريف ، وتضليل ، واستغلال ، واعاقة ، لأن أولئك كانوا يتعاملون مع عشرات الآلاف من المسلمين أما هؤلاء فلقد قتلوا الملايين من " اخوانهم المسلمين " وهددوا حياة أكثر من مليار من البشر ، وشردوا ، وجوعوا الملايين ، في زمن قطع فيه العلم والمعرفة والتقدم اشواطاً مذهلة ، فبدلاً من أن يدخلوه سلم الحضارة ساقوه إلى مواخير الارهاب ، حتى بات مداناً من كل شعوب الأرض ، ألا يكفي هذا ؟؟؟!!! حتى نحملهم مسؤولية تحريف الاسلام وسرقته ،؟؟ ونحملهم اس البلاء في المنطقة ، وسبب تخلفها ، وتقاتلها وسبب تمزقها ؟؟؟!!!
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلال قرن وأكثر سمح لهذه المملكة اللعينة أن تنهض بدور التحريف والتمزيق والتشويه ليس للدين الاسلامي ، بل اغتيال حريات شعوب المنطقة واستقرارها وتقدم شعوبها ، تارة باسم لقب ـــ خادم الحرمين ـــ وتارة من خلال ثقل المملكة المادي الرهيب ، الذي مكنها من شراء الدعاة ، والمروجين لهذا المذهب ، حتى كادوا يمزقون أصغر الوحدات الاجتماعية في ما يسمى " العالم الاسلامي " ويدفعوها للاقتتال ، وأخيراً وصلوا إلى دمغ الدين الاسلامي بدمغة الارهاب الأبدية ، ألا يكفي هذا ؟؟!!.
لكن هذه الحرب عرت المستور ، وبينت حجم ولوغ هذه المملكة بدماء الشعوب الاسلامية بشكل خاص ، وكم كان دورها مخيفاً منذ النشأة ، وأنها كانت و" اسرائيل " عبر قرن كل منها يكمل دور الآخر ووظيفته .
ولما كانت قد خسرت سهمها الأخير أو كسر على الأرض السورية ، والخسارة ستُفسح في المجال لفتح صفحات تاريخها الأسود ، مما قد يؤدي إلى تفكك بنيتها ، والاجراءات الأخيرة التي يقودها الأمير المتهور محمد بن سلمان تنبئ بذلك .
مما يسهل ويستدعي كل الحريصين والمهتمين لفتح المعركة بكل ابعادها ، مع تاريخ بني سعود ، ومع المذهب الوهابي التحريفي ، وفضح كل الأسرار ، وتبيان كل الأضرار ، ليس هذا فحسب ، بل فتح الآفاق أمام تخليص الفكر الديني الاسلامي من براثن الوهابية والاخوانية ، فقهاً ، وشيوخاً ، ونمط تفكير ، واسلوب حياة .
……………..بذلك فقط تفتح الأبواب أمام العقلانية والتقدم……
