.jpg)
صدى الكلمات
تتزاحم الافكار بحيث لا تجد الكلمات فرصة لكي تتحرر… لتموت أو لتعود مع الصدى …ما الذي يحدث … حرقة الدمع أو سكرة الضحك، ويردد ميخائيل نعيمه في ملحمته مرداد " اتودون أن تتحاشو حرقة الدمع ؟ اذا تحاشو سكرة الضحك …يتبخر الدمع فيغدو ضحكا . ويتكاثف الضحك فيمسي دمعا " وما الفرق ..ويعم الصمت … انها الدهشة …انها البصيرة والتي بها نرى الاشياء كما هي بدون أقنعة …فلا ضبابية ولا تشويش في الرؤيه وتسقط الاقنعة من الاختبار او الظهور الاول …
نحن من ذاك التراب الذي يملئ تلك الارض الطبية …في الشهقة الاولى امتلئنا من نسمات مشبعة بالعطر وتسارعت نبضات قلوبنا من فيض النور المشبع بالمحبة …ولدنا في قمم الجبال وابتسمت الشمس بحنان لنا ….
في الكلمة الاولى كنا نعبر عن الدهشة ….ومازلنا ..انه خيارنا ….مشينا حفاه …ضحكنا …ولم تغب ايضا نوبات البكاء ..والالم ..خسرنا احبة بكينا على انفسنا لفراقهم …وتخيلنا لبرهه انا كل من نراهم في طريقنا اصدقاء لنا …الا أنه السراب الذي لم يقوى علينا ولم يخدعنا …اخترنا الطرق الصعبة …وما زلنا …تجاوزنا في ذاك الطريق الوعر ..الافاعي والعقاريب ولم تخدعنا الحرباء المتلونه بل كانت ارحم من الافتراضات والتمنيات والسراب … فرحنا عند الوصول الى قمة كل تله ….فالعطش الى المعرفة كان يدفعنا دائما الى اعلى …انها لذه الدهشه حيث تزداد الاسئله مع كل خطوة ..وعند القمة فقط تذوب التساؤلات.
…وتستمر الحياه الصعبة .في ملحمة الوصول..انه خيارنا والخيارات صعبة دائما ….في طريق البحث عن زاد للوصول الى الذات..الى القمة …في ظل الفساد والضياع والسقوط الاخلاقي، فالعالم اصابه داء الجنون "وهناك من يدفعنا لكي نتحارب كقطيع من الذئاب" …هل كل ما نراه هو من تداعيات الحروب القذرة المستمرة منذ فجر التاريخ الى الان !
أما أنه مسار متكرر عبر الازمنة ليرى من يقوى على الرؤيا حقيقة الاشياء؟ ليعود الى الدهشة الاولى الى الصفاء الاول ليستمد منه العزيمة وليعود انتظام النبضات من جديد؟ هل من درس او عبرة …اما "انها كالصلاة في بيت المجانين، وكالمشاعل الموقدة أمام العميان" !
نعم أنه مسار متكرر …يكشف ..يعري ….ولا ينجو منه الا من تتوق روحه الى الحرية ..الىى الصفاء ..
ويسأل صديقي :هل كل ما نراه سرابا ..وكيف نميز الصور ونتعرف على الاقنعه!
لا نحتاج الى جهد كبير لكي نميز .. لكي نرى ….ان كانت لدنيا الارادة …انظر الى الجندي على الجبهات الذي يضحي بنفسه من اجلنا …لكي يرسم لنا الطريق الى القمه! انظر الى رجال الكلمة والموقف في زمن الخداع والتضليل ….لا تهتم يا صديقي بمن يطارد السراب …ولاتغرنك الاقنعة..واحذر الضجيج..فلم نولد لنكون كمبارس في مشهد تراجيدي …ولاتخشى ان اصبحت وحيدا….ففي نهاية الطريق تكون انت الكل والكل لست انت ..
خيارنا صعب ….لكنه المسار الوحيد الى القمة …فنحن منذ فجر التاريخ ننهض كطائر الفينيق …
وهاهي دمشق تضج بالحياة …ونسطر الكلمات …
انها دماء الشهداء تملىئ الطريق وردا يشبع النسمات عبقا …وصدى كلمات تفيض بالمحبة ترسم الطريق ويختفي السراب .
المهندس عبد الله أحمد