.jpg)
. وللغباوة أقلامها لا تعف ولا تجف
…ترتقي بارتقاء الجهل في محيطها
أثار بحث أعدته طالبتان جزائريتان من جامعة الشهيد الجيلالي بونعامة ، بمدينة خميس مليانة الجزائرية ، استياء كبير في الوسط الاجتماعي الجزائري ، وهما يتحدثان فيها عن تسول المرأة اللاجئة السورية في المجتمع الجزائري ، ورغم مرور سنتين كاملتين عن انجازهما للعمل ، إلا أنه لم يتم تسريب الخير إلا مؤخرا ، مما تسبب في جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ، خاصة لدى المدونين الجزائريين الذين لم يتقبلوا الأمر ، وسارعوا لنقد الفكرة بسخط شديد ، وبغض النظر عن ما قيل من الاخوة الجزائريين والأشقاء السوريين حول الموضوع ، هناك أشياء لا بد من ذكرها بخصوص التسول في الجزائر الذي هو ظاهرة قديمة جدا ، لم تكن وليد الأمس ولم ترتبط بوجود الأسر السورية بأرض الشهداء ، حتى لا نلصق الظاهرة بالإخوة الأشقاء الأعزاء ، التي هي عالمية موجودة منذ أن وجد البشر ، منتشرة في أرقى العواصم العالمية ، لولا ردعها بنصوص قانونية .
وما يثير الاستغراب في عنوان البحث الذي يأمل الكثير من المثقفين الجزائريين الذين تحدثنا لهم ،تدخل عميد هذه الجامعة لتعديله ، هو ذكرهن بصفة اللاجئات في الوقت الذي يفترض الاكتفاء بذكرهن أسر سورية شقيقة ، حلت بالجزائر كما حلت أسر جزائرية بالشام منذ فجر الاسلام ، وأخذوا صفة البلد الثاني وتولوا مناصب ادارية عليا وصلت الى وزير ، منهم الطاهر الجزائري الدمشقي ، محمد المبارك ، عبد القادر بن محمد المبارك ، العفيف التلمساني ، عبد القادر الجزائري …والقائمة طويلة جدا ، هؤلاء كلهم حلوا بالشام فوجدوا بلد ثاني يحتضنهم ويعوضهم ما منعهم منه المستعمر الغاشم ، وموضوع الهجرة بين الشام والجزائر قديم جدا يعود الى ما قبل الميلاد ، لكن الكثير يجهل ، ومن جهله لا يرى الشارع وما يحمله من أحداث ومنها ظاهرة التسول ، فيا ترى لو كان الشاعر العظيم ، سليمان العيسي حي يرزق وحل بالجزائر في هذه الفترة ، فكيف تسميه ؟ وهو الذي وقف الى جانب الضعفاء وأهدى ديوانه للجزائر في الذكرى 31 لاستقلال الجزائر .
الاعلامي الجزائري عيسى بودراع- نفحات القلم