أحمد يوسف داود
…وها أنتَ تذكُرُ:
كانتْ هنا (امرأةٌ / طِفلةٌ) من نَبيذِ القَصيدةِ..
كانَ لمِعصَمِها فِضّةٌ من كواكِبِ روحِكَ
أرسلْتَها في أساوِرَ
فانْسكبَ العِرسُ من يَدِها مثلَ أُسطورةٍ..
والأساورُ في رِقّةِ النّورِ..
كانتْ على سِرِّ أَسمائِها تستوي قَمَراً
والمرايا تُلاعِبُها
فتُزقزِقُ عصفورةُ الشغَبِ الأُنثويِّ
وتعلنُ من وَجدِها وغُصونِ حدائقِها
ما استَتَرْ!.
ثمّ ها أنتَ تذكرُ:
بُرعُمُ أوقاتِها يتفتّحُ..
رفّتْ بلادٌ من الطّيبِ حَولَ غَدائرِها..
رفَّ سِربُ يَمامٍ على أُفُقٍ من بَهاءِ مفاتِنِها..
ثم رفّ الهَديلُ على نَومِها..
وفُؤادُكَ يحرِسُ نورَ مَلاحاتِها بالسُّوَرْ!.
ثمّ ها أنتَ تذكُرُ:
قالت:
ـ أنا عَسلُ الوَجدِ، ضُمَّ يَدي!..
فتقطّرَ خَمرُ القصيدةِ فوقَ الأصابعِ
حتى استوى في صَلاةٍ لأسمائِها!….
………………………………….
ثمّ ـ في غَفلةٍ ـ أنكَرتْ..
غادرتْ!..
/ كُلُّهنّ يُغادرْنَ والكأسُ لاهِفةٌ/!..
فإذا ما تَذكرْتَها قُلتَ:
ـ كانتْ غَزالاً لهُ النورُ برّيّةٌ..
ويُناوِلُهُ الوَردُ سِرَّ النّدى حيثُ مَرّْ!.
وتقولُ:
ـ كذا النُّورُ: بيتٌ لمَعناهُ لايستَقرّْ!.
غَيرَ أنّكَ في وَحشةِ القلبِ تَعرِفُ:
ـ ما كنتَ أوّلَ من فاتَهُ أنّها بَعضُ طينٍ
وحَنَّ إلى أصلِهِ..
فتمَرّى قليلاً بماءِ القَصيدةِ
حتى تَصيّدَهُ أصلُهُ
فانكسرْ!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ـ من ديوانْ: (طُرقٌ بِلا عُشاقْ)..
يصدر قريباً.