"على الباغي تدور الدوائر "
في الحروب قد تتقلص جغرافيا وتتمدد أخرى بإرادة أو غير إرادة ,, وبالحالتين لن يكون للباغي مكسبا ولو ظهر سروره بواحدة من الاثنتين ,, فجميع الدوائر تدور عليه لا معه .. وكذلك لن تكون هناك خسارة للمعتدى عليه ,, جميع الدوائر تدور معه لا عليه..
أهم عنصر من عناصر انكسار المعتدي ,,هو محاولته الدخول في مكونات القانون الطبيعي ليأخذ مكان مكون فيه ,, متجاهلا أن الوحدات التي شكلت وصاغت طاقة هذا القانون استهلكت كميات زمنية أكبر بكثير من تلك الكميات التي شكلت المعتدي برمته وليس محاولته فقط ,, لهذا يصبح غريبا داخل جهده المعاند ,,ويفقد قدرته على الاستمرار بسرعة أكبر بكثير من السرعة الكافية لحياته ,, فلا يرى نفسه إلا خارج معادلة الوجود والحياة قبل الوقت الطبيعي لنهايته ..
ولا يوجد مخلوق يمتلك إمكانية خلق آلية جديدة يصنع بها استمرار سيادة البغي والاعتداء ,, فكل المخلوقات تمر عبر معادلة الوجود ,, وليست معادلة الوجود تمر عبرها..
فالتجربة الأعمق هي بالضرورة نتاج تاريخ أعمق ,, والتجربة الأقل تبلورا ووضوحا هي بالضرورة نتاج تاريخ أقل عمقا ,, فما بالها إذا كانت تجربة دون تاريخ ودون جذر جغرافي أيضا ,, فقد يكون الزبد أشد ثباتا منها …
بقلم الشاعر الأديب أدونيس حسن – سورية
المهندس ابراهيم حسن