كم انت هش يا صديقي ….ومن صديقي ….أنت او قد أكون أنا .
في صحوة من ليال العمر ….يطبق الصمت فلا كلمات ولاهمسات ولا انين …
عتمة من شدة ضياء …وعجز من ضيق مكان …
اكتب لعل الكلمات تكسر صمتك ….
الا أن الاسئله الكبرى تسحقك …تصبح معها هشا لا تقوى على الرؤيا …فالرؤيا تغيبك …والصغرى تجعلك تلهث مبتعدا عن أصلك ….وجوهر علتيك الاولى …
ولدت وانت تحارب …تمشي ..تسقط …تركض لكنك في كل الاحوال تحارب …وتسقط ومن ثم تحاول ….والعمر يمر ..قد تصبح أكبر ..لا بل اصغر ..لا فرق هنا ….فالرحلة ليست من اجلك …بل لك ..او قدر كتب عليك لكي تٍسأل ..
ما اصل الكلمات …من رتبها لك ….من نسج توليف الكلمات واعطاها تفسيرا اخلاقيا تلصق بالاعمال التي شرعها العصر بوعي او هوس جمعي ….
ماذا يعني تنافر الاضداد ….الخير ..الشر …الشئ وضده ..الفوضى والانتظام …وثنائية الشك واليقين ..الاخلاق والسقوط …أين السخف من المنطق ..في لعبة الصراع من اجل البقاء واي بقاء …فالشرق والغرب في اختلاط…والعاقل يوصف بالجنون .
في عالم اليوم كما في الامس ….لم يجد الانسان الا اشياء باهتة يجمعها …يصقلها …يرميها ويركض يلهث يلتقط أخرى.. تغرية الالوان الحسية في نوبة جنون …ويدور في سلسلة لا يقوى أن يكسرها ….فتسحق في اعماقه بوابات قد فتحت كي ينجو …
لم نتعلم رغم القسوة ..رغم الاهات …رغم الظلم والجوع …رغم الدم والدموع …الاشياء البراقة تسحقنا …وضجيج الاحداث يفقدنا القدرة على التقاط الانفاس ,,,
نتباهي …الكل يحاول التسلق على الكل.. وننسى اننا ما زلنا في المستنقع نصرخ ..فهو عميق ويتسع للجميع . ..و غريزة البقاء تنهار …انها الهاوية …. فهل نغرق!
انك هشا يا صديقي ..نظارتك ترسم عوالم من سراب … والوهم جعل الجمع لايرى الا بها . اكسرها ….فالرؤية اوضح واغنى ….وأن كانت الحقيقة صعبة ولكن اياك أن تهرب منها….وان أصبحت غريبا …عندها سترى القطيع هنا وهناك …وتفتح بوابات الاعماق لتشير الى الطريق…….الى الصعود لقمة فيها امان …ولافرق بعدها ان مر الزمن وانقضى …فانت في صفاء وسلام ….والهشاشة بقيت هناك مع القطيع ..