ماذا تعلمنا من هذه الحرب القذرة
م . عبد الله أحمد
من لا يرى الا ما يظهر من الاحداث والتصرفات فانه لا يرى شيئ …الحكم المطلق لمجموعات وافراد حول موضوع ما في غابة العالم الافتراضي يشير الى اننا لم نتطور بعد ومازال الفكري القبلي وردود الفعل الغرائزية هي السائده…لا يكفي ان تتبنى مجموعة ما او شعوب معينة نمط فكري او اسلوب حياة ليكون ذلك برهان لصحة التوجه او المسار ..
في الغابة كل شيئ مباح ومفيد حتى الاشواك والنباتات الضارة.. فتلك غابة …الا أن الحياة بمفهومها الانساني هي نقيض ذلك باعتبار أن العقل والاخلاق هي الميزة والقيمة المضافة للانسانية ….
قد يكون من المفيد أن يتذكر البعض أن :
– الوطنية ليست يافطه ترفعها وترددها وتقوم في الوقت ذاته بافعال وتطلق احكاما تنسف تلك الوطنية.
– الصحافة والاعلام لا يعني ان تنشر او تردد أو ان تكتب عدة سطور وتذكر من يقرأ انك فعلت كذا وكذا ….بينما لا نرى من عملك تقريرا صحفيا واحدا او عملا استقصائيا واحدا بهدف الاضاءة على مكامن التقصير من اجل التغير الايجابي .
– التحليل السياسي والبحث لا يعتمد يا صديقي على تجميع التصريحات وايجاد القاسم المشترك لها ومن ثم تقديم تحليل اقرب ما يكون الى التخاريف …وانما يعتمد على البحث وفهم العقائد الاستراتيجية والاهداف ومعرفة بالعلاقات الدولية ومفاهيم اخرى مثل الارادة والقدرة للدول العظمى المؤثرة في مسار الاحداث .
– الدين يا صديقي ليس حكرا عليك ولم يفوضك الخالق بأن تفرض احكامك وتحل مكانه مستعينا بتخاريف لفظتها الصحراء على مر القرون الماضية، فالايمان حرية شخصية وليس للتباهي وانما تصرفاتك وتعاملك مع الاخرين هو الميزان …فكن ما شئت ولكن اياك أن تفرض نمط معين يؤدي الى حرب بعد حرب وصراع بعد صراع (قبسيات – أخوان – صكوك غفران – ارهاب باسم الدين "يعني تجار دين وارهارب وخطر على المجتمع ")فمن يتاجر بالدين ..يتاجر بكل شيئ.
– الجيش السوري حارب الارهاب وقوى الشر…ودفعنا الكثير من قوافل الشهداء والدماء الطاهرة من اجل سورية الوطن للجميع ، من اجل الانتصار على العقل القبلي الذي يمتهن الغزو والسبي والسرقة والقتل ويمارس الارهاب…ومن يدافع عن من يقوم بالتعفيش والسرقة يسيئ الى هذا الجيش الوطني العملاق الذي نعتز به .
-نقد اداء وزارة او مجموعة هو حق وواجب على أن يكون موضوعيا ، وليس بسبب عقد او مصالح شخصية .
ويبقى السؤال ماذا تعلمنا من هذه الحرب القذرة …من هذه الازمة المستمرة….يبدو أن البعض لم يكن له متسع من العقل او الوقت لكي يتعلم و لا يرى من الاشياء الا قشورها …ولم يتعلم القراءة بعد …أما الضمير والاخلاق فلم تعد من مصطلحات هذا العصر …
لا تنتهي الحرب بالقضاء على الارهاب بشكله المادي فقط …وانما لا بد من القضاء على الارهاب الفكري …ولابد من دفن العقل القبلي وترويض نمط الفعل الغرائزي .وتبقى القاعدة المنطقية والعقلية والاخلاقية …ان الكراهية تعود لتصيب مطلقها …والمحبة كذلك ..فماذا تختار؟