..قِصّةُ الطائرِ والدّاليةْ….
أحمد يوسف داود
لم يكُنْ وقتَ حَصادٍ
كانتِ الرّيحُ التي هَزّتْ عُروشَ الزّرعِ
مازالتْ على مافي هَواها من أنينٍ..
وتَوالى سَفَرُ الطّيرِ بَعيداً
وانْحنى ما ينْحني من شجَرٍ تحتَ الغُبارْ!.
طائرٌ أثقَلَهُ الحُزنُ رأى داليَةً تَبكي
تدلّى بجَناحَينِ ثقيلينِ وحَيّاها..
وكانَ المَغرِبُ الكامِدُ مَهجوراً بلا روحٍ
أشارتْ بانكِسارٍ أنْ (تعالَ)..
اخْتطَفَ اللّحظةَ من قافِلةِ الوقتِ على حُزنٍ
وقد ماتَ النهارْ!.
غَرِقا في لُعبةِ الحبِّ بلا نَجمٍ:
تَمطّى إذْ رأى آخِرَ عنقودٍ يُناديهِ (تَذوّقْني)..
رأى سِربَ إشاراتٍ
على مالم تَطَلْهُ الريحُ من أوراقِها..
ردَّ بما كانَ على مِنقارِهِ الورْديِّ من رائِحةِ البُطمِ
ومن طَعمِ البِهارْ!.
قالتِ الرّيحُ: (أنا سَكرى من الوَجدِ) ونامتْ..
قالتِ الدّاليةُ: (اخْطِفْني.. تَزوّجْني)..
فغارتْ نَجْمةُ الصُّبحِ وشَعّتْ في فَضاءِ اللّيلِ
حتى ذَبُلَ الليلُ على أرجوحةِ اللّذّاتِ..
مَرَّ الشّفقُ الباكرُ مَزهُوّاً وجاءَ الصبْحُ نَديانَ..
فمَدّ الطّائرُ العاشِقُ للداليةِ الوَلْهى جَناحَيهِ
وناجاها على يأسٍ..
وطارْ!.