تجتاحنا مشاعر شتى … نلوذ ببعضها هربا ومرات توقا …. مرات تهاجمنا دون سابق إنذار .. تسطو علينا …. تحتل كل ما عداها من حاجات ….
نكره حضورها المباغت … نتذرع بالإنشغال عنها ظنا منا أننا بذلك نستطيع طردها .. والإفلات من سلاسلها المكبلة لك ما ينتج عنا خلال تربصها بنا ….
وفجأة أيضا نكتشف أننا بحاجتها … وأنها هي من تعرف متى تحضر لتكون عونا لنا …. نتنفس بها ومعها .. ننفض عنا تراكمات خفية أحيانا أوباهتة الحضور ….
في حالات الفرح التي نقنع أنفسنا انها حقيقية .نغطي جراحنا بغطاء عازل يمنع تسرب الحزن …. ونقول هو الفرح ضيفنا المقيم أبدا .. ها نحن أخيرا استطعنا أن نضعه في قفص خاص بنا …
أما الأكثر حضورا وإقامة وفاعلية وقدرة على التعبير عنا فهي تلك المنسكبة بكامل أناقتها وجبروتها … نحاول إيهام انفسنا أنها مجرد تعقيم تحتاجه العين …. كم نحن مخادعون .. كم نحن جاحدون … نعم جاحدون ….
فالعين مجرد وسيلة ……. طاهرة ابتليت بنا بما ننقله من خلالها إلى ذلك المستودع الذي يخزنها بظروف مناسبة جدا …. وحين يطرق القلب بابه يلبيه بلا شروط ,…..
والسؤال الذي لا زال ينتظر الحسم منا أيها نحتاج أكثر ….
الدمعة أم البسمة ……. أيها الأكثر عمقا .. وصدقا …
نعم قد نبتسم ونضحك …. وفي القلب دمعة
فلنبك … فلنترك للدمعة طريقا سالكا …… فربما حين تنهي مهمتها تجد ابتسامة القلب طريقها كما يجب … لترسم لحياتنا مسارات أطول ….
أحتاجك أيتها الدمعة وأعرف انك الأقرب والأصدق … ولك أنا جد ممتنة
منيرة أحمد – نفحات القلم