وداد صالح باشا كاتبة تونسيّة ولدت في 25 جانفي 1972 بمدينة المكنين – ولاية المنستير، ابنة الشّاعر صالح باشا، تخرّجت من المعهد الأعلى لتكوين المعلّمين بمحسن العيّاري بتونس عام 1993. رافقت ابنة عمّها القاصرة عن الحركة منذ طفولتها وقرأت على مسامعها العديد من الحكايات والقصص ممّا أثّر في حياتها الأدبيّة.
بدأت كتابة الشّعر في عمر صغير، في الرّابعة عشر نشرت إنتاجها في بعض المجلاّت العربيّة وقُرئت لها قصائد في بعض الإذاعات. كرّست قلمها في البداية للتّأليف للأطفال. شاركت في العديد من الملتقيات الإقليميّة والجهويّة والوطنيّة والمغاربيّة والتّظاهرات الأدبيّة وكانت ضمن لجنة التّحكيم لتشجيع الأطفال الأدباء. أشرفت على ورشات أدب الطّفل والتّرغيب في المطالعة في مدارس ريفيّة في نطاق برامج ثقافية…
من مؤلّفاتها *سلسلة الدّرب المنير1*صدرت سنة 2010 وتضمّ 7 قصص * سلسلة الدّرب المنير2 * تضمّ أربع قصص، صدرت سنة 2011 طبعة أولى و2013 طبعة ثانية.
كما صدرت لها رواية للكبار "قَبَسٌ تحت الرّماد" 2014 .
آخر إصداراتها مجموعة قصصيّة للأطفال وتضمّ 7 قصص ضمن سلسلة *اِقْرَأْ واُرْتقِ* 2016
كما ألّفت بعض الأغاني للأطفال ولحّنتها وأدّتها بصوتها، منها (أنشودة وطني، معلّمي، أنشودة ما أرقى التلاميذ، أطلّ العصفور، الكتاب،…) وقد أنشأت الكاتبة في هذا الصّدد كورال *الأمل* الّذي فاز بجائزة "الارتقاء الفنّي" وطنيّا وقد خصّت به ذوي صعوبات التّعلّم، وكانت تجربة فريدة برهنت فيها على أنّ الموسيقى والأغاني الهادفة قادرة على تحسين نفسيّات هذه الشّريحة، هذا إلى جانب إحرازهم على نتائج مدرسيّة أفضل…
نشّطت بعض الملتقيات الجهويّة والوطنيّة، منها الملتقى الجهوي للكورال والإبداع المدرسي، الملتقى الجهوي للتّعبير الجسماني، لملتقى الوطني لتحدّي القراءة العربي…
رواية قبس تحت الرّماد
" قَبَسٌ تَحْتَ الرّماد" : تجربتي الأولى في كتابة الرّواية عدد صفحاتها: 227 وتدور أحداثها حول عائلة متشبّعة بالقيم الإسلاميّة، أبدت فهمها للواقع التّونسي الّذي تحكمه سلطة القهر والاستبلاه، واختلاق التّهم لكلّ من أبدى الفهم للزّجّ به في السّجن، بدأت معاناة هذه العائلة لمّا اعتقل "عبد الحقّ" أحد أبنائها الثّلاثة والّذي ترك ابنة تدعى "رماس"…..
تنظّم الأمكنة الأحداث فمنها ماهو مفتوح كالمقهى، البستان.. ومنها ما هو مغلق كالسّجن، مكتب التّحقيق، البيت، المستشفى… كلّ مكان يستوعب تجربة إنسانيّة وتومض في فضائه تناقضات شتّى…
لمحة عن أبطال الرّواية:
"عبد الحقّ" ويعمل طبيبا نفسيّا يتمتّع برحابة إنسانيّة وخلق كريم،تزوّج عن حبّ أستاذة جامعيّة وتدعى "غانمة" وكانت تختلفُ عنه في التّوجّهات والأفكار…
لفّقت له السّلطة الحاكمة تهمة بشعة شوّهت سمعته وزلزلت مكانته بين النّاس لأنّه خصّص مرتّبا شهريّا لأسرة صديقه، المسجون السّياسي… عاش عبد الحقّ في السّجن مسكونا بالحلم وسط وحوش تحمل الجحيم في قبضتها، وفي جنح الأسى خرّت مواجعه لمّا علم بخيانة زوجته الّتي أوكلت لها مهمّة مراقبته ثمّ الإبلاغ عنه…
"رماس" دكتورة ناجحة على المستوى الأخلاقي والعلمي والثّقافي والمادّي، ترك لها والدُها "عبد الحقّ" مصحّة "لك الحمد" في جهة السّاحل التّونسي…
"منار" مهندس مبتكر يصنع الآلات الطّبيّة، أدرك من خلال تواصله مع "رماس" عبر الشّبكة العنكبوتيّة أنّها تتميّز عنه بنقطة توازن تملأ روحها بهجة وتجعلها أشدّ قوّة وسكينة، وشيئا فشيئا أصبحت مرآته الّتي يرى فيها ذاته ويكتشف من خلالها تناقضاته الكثيرة…