الكاتب والباحث : عبد الله أحمد
كلما ابحرت عمقيا في البحث عن الحقيقة، تشعر بضحالة ما تعرف …ألاسئلة الكبيرة مرهقة متعبة تجعلك تبدو صغيرا … كذرات الغبار المترامية على حافه العدم .
في السياسة قد تكون أمام أسهل الاسئلة، وفي العلوم قد تواجه معضلات ولكنها متتالية فما أن تحل احداها حتى تواجه اخرى، وفي الفلسفة لن ترتوي وانت تستعرض ما كان ومازال منها .
أما في اللاهوت،فالطريق غير معبد، فعليك الاعتقاد ومن ثم الايمان لتفتح الطريق أمام مسار اخلاقي يعكس اعتقلدك الاول ، وبما أن الايمان ليس مهنة أو وظيفة، وانما طريق للخلاص الفردي ،فذلك يتطلب متك التعري من ألانا القبلية والدينة السياسية التي استخدمت الدين كوقود للسياسة فالوقود ينفذ وينضب قسرا ، ولن تنفعك صفحات تراثية متناثرة في صحراء التيه ، ولا بد من مقدمات منطقية وعقلية وزاد يمكنك من المسير في هذا الطريق .
في المادة "البيولوجيا "كما يقول العلم الحالي "اصطفاء طبيعي " وفي الفيزياء والكيماء نتعامل مع الواقع من أجل اكتشافه وتروضيه، أما البحث عن أصل ألاشياء وما قبلها فيقودنا الى الميتافزيقيا ..وتبقى الاسئلة كيف يمكن أن يكون هناك أصطفاء طبيعي على مستوى المادة لينتج الافضل والابقىى ومن أعطى الطبيعة هذه الميزة ؟ وهل هناك اصطفاء على مستوى الفكر الى حدا ما ؟
الله ..والخلق .والحساب والعقاب، وهل تخرق العناية الالهية الطبيعة لتغيرها باستمرار، وعندها كيف يمكن للعلوم أن تكون ذات قيمة! لان المتغير المستمر على مستوى المادة بحالاتها المختلفة يجعل القوانين العلمية مجرد شعوذه ، أما أن المحرك الاول قد حرك الكون ضمن قوانين واسس محددة ؟
كيف يمكن للانسان الذي وصل بعقيدته الايمانية الى معرفة واعتقاد خارج نطاق المادة أن يتبنى في نفس الاعتقاد… المادية في الحياة الازلية ؟
أسئلة صعبة في زمن التشويش والفوضى من كل الاتجاهات، من السياسة الى التاريخ ، ومن الدين الى الفلسفة …ومن نشوة العلوم الى رغبة المعرفة .
إنها الملحمة الانسانية في الصراع المرير للبقاء والعبور خلف عتمة الواقع المادي ..
لقد بدأت …في محاولة لفك الاحجية ما بين الدين والفلسفة والجيوبوليتك ….وقد يطول المخاض