.jpg)
أحمد يوسف داود
لم تكذِبِ الأرضُ التي اخْتارتْكِ لي..
أُنثى منَ العَبقِ المُعتَّقِ في الحَنينِ
وكُلّما قاربتُهُ سَكِرتْ بهِ روحي..
وأسرى بي على أُرجوحةِ الأرّقِ الشَّرابُ!.
كَلِفٌ بهذا الطّيبِ وهْو يَصوغُ نورَكِ..
أرتَدي حُجُباً لأبلُغَ بَعضَ رِقّتِهِ
فيَهزِمُني اشتِياقي لاحتِضانِ رُؤايَ فيكِ..
وأنحَني لأقَبِّلَ الرُّؤيا فيَخطِفُني الغِيابُ!.
كم صارَ صوتُ صَهيلِ أسئِلةٍ يُؤرِّقُني!..
أرى الأرضَ التي بارَكتِها فأذوبُ من وَلهٍ
وأعدو بينَ ما تَروي شِفاهُ الوَردِ عَنكِ
وما يبوحُ بصَمتِهِ من سِرِّ نِعمتِكِ التّرابُ!.
أشكو إليكِ هَواكِ ياأنثى الحَصادِ الصَّعبِ..
أتْعبَني اشتياقي لاقترافِ القُبلةِ الأولى
وأعياني نَبيذُ الثَّغرِ حتى صِرتُ طَيفَ فَراشةٍ
لايَستَريحُ منَ الطّوافِ ولا يُثابُ!.
أرنو إلى قَمرٍ تُؤرجِحُهُ سَماءُ يَديكِ..
هل سيشيرُ (أقبِلْ) أم يُلَوِّحُ بالوَداعِ وأنتِ لاهيةٌ؟!..
أقولُ: لكِ السّلامُ ولي نِداءٌ في فَم الصّلَواتِ..
هل صَلّيتُ؟!..لاأدري!..
أراني غارِقاً في النُّورِ مَنسِيّاً وما للشَّوقِ بابُ!.
في لَمحَةٍ هَلّتْ يدٌ مَسحتْ على قلبي..
وها إني مُقيمٌ في جِنانِ الشّوقِ يَعبثُ بي هَواكِ
وأنتِ حاضِرةٌ وغائبةٌ وعاشِقةٌ وسارِقةٌ..
ويَهمِسُ لي نِداءٌ من عَبيرِكِ: تُبْ!..
فأعجَبُ كيف قلبٌ مثلُ قلبي يُستَتابُ؟!.














