د.رياض قره فلاح
أستاذ علم المناخ
قسم الجغرافية – جامعة تشرين
رغم غزارة هطول الأمطار في الأيام السابقة، إلا أننا كنا نشعر بأن الجو يصبح مع الهطول دافئاً نسبياً بالمقارنة مع هذا الأيام المشمسة نهارا التي تعقب المنخفض حيث يكونالجو فيه بارداً في السهول وصقيعياً وثلجيا في المناطق المرتفعة قليلا عن مستوى سطح البحر
علميا ترتفع درجة حرارة الجو قليلا أثناء هطول المطر لأن غاز بخار الماء حتى يتكاثف يجب أن يتخلص في أعالي الجو من حرارته المختزنة الكامنة التي اكتسبها أثناء التبخر من الماء والتربة والنبات فوق سطح الأرض. وهذه الطاقة الحرارية المنطلقة لا تتلاشى، بل ترفع قليلا من حرارة الجو لنشعر معه بدفء نسبي مع هطول المطر.
لا تساهم الفترة التي تلي مرور المنخفض في الشعور بالدفء رغم أن الجو يكون صاحيا ومشمسا إلى حد كبير – وهي الفترة التي يمر فيها الجزء الأخير من المنخفض الجبهي ويسمى ( القطاع البارد ) – حيث تتلاشى الغيوم الكثيفة الماطرة المرتفعة شاقوليا وتحل محلها غيوم طبقية يسقط منها الثلج ، لأن حرارة الشمس تستهلك في تبخير الثلوج والمياه في الأراضي الرطبة نتيجة الهطولات السابقة ، دون أن تساهم أشعة الشمس في رفع حرارة الأرض أكثر من 50 % إلا بعد أن تجف الأرض تماماً. خصوصاً إذا ما علمنا أن الدفء الذي نحصل عليه مصدره سطح الأرض بعد أن تسخنه حرارة أشعة الشمس وليس الشمس ذاتها، أي بشكل غير مباشر. لهذا كلما ارتفعنا عن سطح البحر تناقصت درجة الحرارة بسبب ارتفاعنا عن مصدر الدفء وهو سطح الأرض.
تشتد البرودة أثناء الليل والفجر لأن الجو الصافي الخالي أو قليل الغيوم والليل الطويل وهدوء الرياح يساعد هروب الأشعة الحرارية تحت الحمراء وفقدانها من الأرض ، لأن الغيوم تعد منطقة حبس للحرارة ولحافا يدفء الأرض بمنعه للأشعة تحت الحمراء من الهروب ليلا وعكسها إلى الأرض مجددا بما يسمى تأثير البيت الزجاجي الطبيعي ، واختفائها يساعد على زيادة برودة الجو ليلا وصباحا وكذلك حدوث الصقيع في المناطق التي تقل فيها درجة الحرارة صباحا عن الصفر .
لهذا كان اليوم بارداً وستكون الأيام التي تلي أي منخفض خلال فترة الأربعينية باردة جدا.