خاص بنفحات القلم
بقلم : أماني يحيى حماد
لم اقل له شيئا مؤثرا…
ارتمى امامي وكأني في صدره غرزت سكينا..
لااعرفه مابه…؟؟
في يوم ماطر وريح عاتية..
دخلت لشراء مايريح رأس متألم…
وإذ برجل ذو وجه ابيض وحاجبان من سواد ليله قد سرق لونهما…وبلحية بيضاء الجوانب منتصفها اسود باهت…وشعر شائب منتصف السواد
…صباحك خيرا أود لو دواء يريح اعصاب رأسي..
رمقني بنظرة الاستغراب بداية..
لم افهم مقصده من نظرة بائع..
مد يده ليناولني حبوب عسل مع حليب..
بنظرة تعجبية..لاأود سكاكر..
أريد دواء..
كان شبه غريبا…بؤبؤا عيناه كانايتكلمان وانا مازلت في تعجب لأمره…
سألني…لما العيار الثقيل من مخفف الألم تريدين؟..
علمت أنه يريد بداية حوار
اجبته: كوجع رأس معتاد ربما من عوامل طقس او مشاغل حياة..
رد علي بسؤال؟؟
ماعملك ؟
انهيت دراستي للغة الروسية وانا الآن طالبة في التربية…
برزت ملامحه بإعجاب فهمت اخيرا بضع تفاصيل مخبئة تحت مايكمن…أمعجب بي هو..هكذا نفسي تسائلت.؟؟؟
فأصبح يحاورني بلغتي…
ورددت عليه بضع كلمات من أسئلته الروسية المعتادة من كل سائل عالم ببضع أسئلة باللغة الروسية…
استوقفني سؤال سألني إياه.. Сколько тебе лет كم عمرك…؟
اجبته بالعربية بلغت من العمر الثانية والعشرون…
هنا بدت ملامحه محزنة…
فبدأ بحديثه عن نفسه من أين تعلم الروسية..
وكم تجول في بلاد الروس..
شدني حديثه لأني بعض الشيئ أحب ان احصل على معلومات عن رحلات الناس في موسكو…
بأه عميقة تأوه على تلك الأيام..فسألته سؤالا بالروسية لم يستطع الإجابة لنسيانه بعض الكلمات…
هنا بدت عليه ملامح حزن على إهماله ماكان عليه بلبل..
ذهب الى طاولته ليشعل سيجارته وانا منتظرة متى سيعطيني دوائي…وهو يقول ااااه لما اتيتي من الصباح لتذكريني بعمر مضى…وتثير بي الحسرة على بلوغي الخامسة والاربعون!!
بعد سحبته الأولى من سيجارته البيضاء القصيرة
سألني عن اسمي…واتى ليشرف الرشفة الثانية
هنا اجبته بسرعة اسمي أماني….
اندهاشه استغرق ثواني معدودة…سيجارته بين اصبعيه قريبة من فمه لم تصل بعد توقف يده بأمر من دماغه المصدوم
جلس كرسيه واضعا يديه فوق رأسه…
اعتقد ان ألما اصابه…مابه..
مابك يارجل..هل شيء ما أصابك…؟!
فردد علي بصوت متموج لم يكن عاديا..ويداه على طاولة ساندا بهما جسده
ليتني لم أسأل..
وكأن ذكرياتي اجتمعت بك..
وكأن ألمي لم يمت…
سيدي لم افهم ماتقصد…رد علي بمقصده ان قلت لك سرا يريحني إن اخرجته تنسيه فور خروجك…
حبي الأول كانت أماني وعند دخولك راودني قرب غير مسبوق إلا من محبوبتي التي فقدتها..وكأن ريحة طيبة هبت ودخلت عمقي
وكأن قلبي انتفض اول دخولك..غير الكهرباء التي نفضتني رأيت في ملامحك مايشبه محبوبتي غضضت النظر بداية عن شعوري مع العلم ان الأمر انتهى منذ واحد وعشرون سنة…
يتابع حديث بحرقة دون ان يكترث أنه مستوقفني ودون ان يكترث لوقتي…وكأن روايته في صدره راكنة منذ سنوات
أماني اااه ياحبيبتي "هكذا بدأ يروي"
أحببتها بكامل قوتي واجهنا معا أصعب اللحظات والمواقف والناس (وامها التي لا تريدها ان تجلس بعيدة قليلا)وبابتسامة حزينة في طياتها ما يعلمك تتمة القصة…" تزوجنا "كان قد حان دور القدر ليتدخل وهل من مواجه للقدر؟؟؟!!!!
عمقه في رواية قصته انساني ألم رأسي وجعلني اسأل دون تفكير وما فعل القدر…؟؟
بحرقة كبيرة اجاب أخذها بعد سنة من زواجنا…
بعد كل الصراعات لم يتدخل ليحل وضعنا تدخل عندما حل وضعنا..ياله من ظالم..
تفاصيلك هاهي تفاصيلها الإبتسامة والعيون والطول وكأنها امامي اذهبي قبل ان اجن…
ارجوكي عودي كل فترة لاتذهبي كما فعلت هي…
ارجوكي لوخلقت فور وفاتها كانت بعمرك الآن…
سأجن ان انتي صغيرة وانا عاشقك كبير هكذا…
ختم حديثه قائلا….مايرهق القلب من حب وحرب وفاجعة لاينسى صدقيني…
بعدها خرجت من عنده وكلماته في ذهني تكرر نفسها…تطرح علي أسئلة واستفسارات مخيلتي..
تعاد على مسمعي لينطق بها لساني بصوت متفاجا عالي وسط شارع مزدحم ااااه هل يعقل ان أكون انا ذاتها أماني عشيقته هو واني مت وعشت وعدت أماني بمحض الصدفة عدت إليه….
هذا ما نتج عن أسئلة مخيلتي…بصراخ عليها اسكت اسئلتها التي احدثت داخلي ضجة الأنفعال ورفعت لي الضغط بأسئلة لا يمكن تأكيد إجابتها…
دخلت في حيرتي اياما لم انس موضوع كهذا…
في الأسبوع التالي بمسؤولية عملي كمندوبة علمية لشركة تجميلية…
اقتربت من مكان وجود مااسميته الماضي المتوفي…
قررت ان ادخل المكان وأخذه بعبطة متناسيةمن هو وماذا قال في الأسبوع الذي مضى
مرحبا طبيبنا…
أود لو ان اطلعك على دواء يساعد النساء للتخلص من التجاعيد هو دواء مصنع من فيتامينات متعددة منها فيتامين B وفيتامبن C
بسرعة القيت كلماتي على مسامعه قبل ان يرد على سلامي….استوقفني قبل نهاية الكلام بأهلا بمعذبتي…
يارجل ارجوك لا تعيد لي حديثك ذاته فقد ادخلي بأسئلة لا أجوبة لها….
ولاتربطني بماضيك انا أكره العذاب لا اعذب أحد ولا أحب ان يعذبني أحد…
: رمى بنظره أرضا متأسفا على ماض اعاد فتحه…
اكتب مايفرض بي تركه من شروح على دواء…منهمكة في كتابتي متناسيه وجوده…
اردد مااكتب على مسامعه…عند انتهائي من ما بدأت أغلقت قلمي ابعدت خصل شعري عن وجهي القي عليه كلمات الرحيل وإذا به امامي مصدوم شاحب ارعبني منظره بداية…
مابك يارجل مابك …
وقع على ركبتيه…واضعا يداه على رأسه…
شهقت خوفا على سقوطه…
لا إراديا ذهبت إليه اسنده قم توقف…
قام جلس كرسيه…
اتود ماء…
صامت هو…
اجبني أتشرب الماء….أشار لي برأسه كلا…
مابك قل لي…
بقوة امسكني بكتفاي…انتي هي انتي أماني
ااااه ماخطبك أجل انا أماني..
بحرقة صوته صرخ انتي هي حبيبتي هنا اشار على رقبتي هنا كانت موضع شامتها وتقابلها شامة اجمل منها…وهاهما لديك أيضا..اااااه صرخ لما مكتوب لي العذاب معك لما تركتني لما ذهبتي وعدتي صغيرة وارسلك لي الله من جديد..بتسائلاته هذه هو يصيح ارتمى امامي فاقدا وعيه..وأنا في صدمة كبيرة غير مستوعبة مايجري الآن…
مرمي هو امامي وانا في حيرة ماذا افعل..
ايعقل انني مت وعشت فعلا تسائلات لاتنتهي في مخيلتي….
انظر إليه بصمت…هل اتذكره هو حب مات لعلي أتذكر تفاصيل قليلة من ماحدثني..
مرتمي بطوله المئة والسبعون ملامحه شاحبه…اتمعن النظر لعلي أتذكر شي…
الأفكار في كل مكان والأسئلة لاتنتهي انسحبت من جواره بهدوء وخرجت متصلة بالاسعاف لتأتي وتنقذه…
رحلت دون التفاتة لمكانه……لااود صياغة الأسئلة ولا اود تركيب أجوبة…
عدت منزلي في حيرتي مصفرة شاحبة…ماذا حدث ماذا جرى لا اود التذكر..يومان مرا على حالة الشحوب والهم المثقل على ذلك المرتمي….ماحاله كيف اصبح تسائلت نفسي…لااتذكر كيف خرجت من منزلة لااتذكر ماارتديت لا أتذكر كيف وصلت أمام مكانه…لأجده مقفولا عليه نعوة الرحيل…