سوزانا نجمية
كان الفجر يشق طريقه الأولى ، حين استيقظت على صوت تفرع في كل أوردتي . ل لحظة وقفت بخشوع ، تسرب إلى داخلي ، ك صوت مئذنة ، بدأت تؤذن لصلاة الفجر . تسمرت في مكاني ، وأنا أسترجع ماغفى في ذاكرتي ، كأنه استيقظ دفعة واحدة على رنين الهاتف .
مشيت بهدوء ، احتراما للوقت ، ولإن الملائكة تنزل في هذا الوقت ، كما علمونا !
فتحت باب الغرفة بهدوء ، ألقيت نظرة سريعة
كنت ك من يتفحص المكان ، ك حرامي ، رحت أتجول بنظراتي ، كان خلف مكتبه ، ك عادته ، لم يرفع نظره من على الكتاب .
– صباح الخير
– صباح النور
……
صمت يعم المكان ، كسرت الصمت الذي خيم على المكان ..
– سأغلي قهوة !
– كما تشاءين
نظراته المتعبة ، تشتت مابين الكتاب ، وبيني
تغافلت احتراما للملائكة ..
تابعت قائلة : أنت توضأ ، وأنا سأغلي قهوة
شعرت بملامح التشنج ، والغيظ على وجهه ، قهقهت بصوت ليس بالعالي ، وخرجت بهدوء .
عدت بعد قليل ، ومعي القهوة ، وضعتها ، وقلت :
– هل أنهيت صلاتك ؟
زم شفتيه باستياء
جلست أرقبه بمكر ، وأنا أتابع تصفح جوالي ، ومافيه من أخبار .
أنهيت قهوتي ، وخرجت ، تاركة خلفي كل الصور التي تخصنا ، تختبئ في عينيه ، خلف نظارته الطبية ، لم أحمل معي سوى دمعة تنزف في قلبي .