قصص مجموعة ( جدراني أولى )
الصادرة في دمشق 2018
( 14 )
تمرد ساق
كانت اهتزازات ساقه المتواصلة في جلسته تثيرني وتدفعني لمتابعة حركاتها ، إلى درجة بت فيها لا أعرف كيف أفكر أو أحاور ..
طلبت منه أن يوقف حركتها ، فأجابني :
– لا أستطيع ..
– كيف لا تستطيع ..؟
– إنها لا تنصاع لي .. دماغي لا يتحكم بها .. هو الآخر لا ينصاع لأوامر تخصها ..
– هل تسمح لي بالتدخل ..؟
استغرب طلبي .. وأومأ برأسه موافقاً .. اقتربت من رجله .. حاولت أن أوقف اهتزازاتها بتثبيتها على الأرض .. رضخت لي فور ملامستها .. وعندما تركتها عادت إلى حركتها غير عابئة بكل ما حولها ..
تضايق من أسئلتي وتدخلي ، فقرر أن يفعل شيئاً .. بدل جلسته ، دفع ساقاً فوق ساق فما استفاد شيئاً .. وقف بكامل قامته فظلت ترتعش بقوة حتى كادت تدفع به إلى السقوط ..
جرب السقوط الإرادي ، فهدأت مع السقوط ، ولكنها عاودت ارتعاشها حين النهوض .. ، مشى فانصاعت لأمر المشي ونسيت تمردها ، توقف ثم جلس فعادت إلى اهتزازها ..
صارت هاجسه الدائم .. اعتكف وأعلن أنه لن يفعل شيئاً ، لن يلتقي أحداً ، حتى تنصاع ساقه له تماماً ..
محمد عزوز
2009