كانت الريح أمامي
لم أكن أملك إلا بعض أوراق
على هامش دربي تتناثر
كنت أجري خلفها طفلا يناديها
فيمضي صوته
في صفير الريح وهما
كانت الشمس هناك
ترسل الدفء خفيا
في عروق الغيم
و الغيمات حبلى
لم أكن صورة وهم
فخيالي كان يجري في البعيد
باحثا بين البقايا عن جدار
كان بيتي في البعيد
خاويا مثل المرايا
لاح في أفق خيالي
كان بيتي
أعرف الجدران و السقف
زواياه الحكايات
ابتساماتي و دمع بلل الأرض
و ما زال نديا
مثلما أعرف نفسي
في بقايا صور مغبرة
نثرتها الريح يوما
أسمع الأصوات
كم تزعجني كانت
و كم اشتاقها
تنثر الأسرار أسرار الجمال
راحلا عني إليها
ما أزال
كنت و الأمس صديقان
افترقنا
غير أنا أرهقتنا الذكريات
في ضحى الريح العقيم
في دجى الليل المقيم
تحمل الغربان أطراف الحكايات و تمضي
صارت الشمس أمامي
تتخطى ساعة الإشراق
تمحو ليلة القهر
و غربان المساء
تمسح الجدران بالنور
ارتواء
كانت الجدران بيضاء
و كانت للحكايات دواء
قد أدرت الظهر للريح
و لملمت مع الفجر
طريقي
كل ما بعثرت الريح
زوايا الذكريات
كل أوراقي التي قد نثرتها
بين كفي أراها
آملا أن ترسل الدفء جليا
بين أسوار الغيوم
شمس عشقي
كانت الريح أمامي
غير أني قد مشيت.
*دمشق – صهيب السيد ذاكر