انتظرتُكَ مسافةَ حلمٍ وقوسِ قزح، لتحملني إلى غدٍ بلا دموع، فجئتَني بذراعين مبتورتين، لتدفعني بصدركَ المنهك إلى أمسٍ بَعيد باكٍ، لا أرى فيه سوى حشرجةٍ وأنين، يلهثان دونما صوت !
أمشي إلى الخلف، فأرى الأماني تتقزّمُ، وتُسحَقُ بوقع أقدامي.
خطوةٌ واحدةٌ وأصلُ عمقَ الأمس، أمسكُ بفراغ ذراعيكَ المبتورتين؛ كيلا أصل..تخذلانني، فأختبئُ في صدركَ المسكين، المستسلمِ لكلّ شيءٍ إلاّ الحلم، فترتعد أوصالي، أنظرُ صوب نافذةٍ معلقة في جدار الزمن البعيد، يتراءى لي أنها تصغرُ شيئاً فشيئاً، إلى أن تختفي، ولا أسمعُ غيرَ صوتِ نثراتِ الصدأ، ترتطمُ بالظّلام.
*سوريا – جوليا علي