أحمد يوسف داود
أَمسكْتُ كأسَكِ قبلَ أنْ يُرمى
وكانَ نَبيذُهُ مازالَ يَقطِرُ في القَصيدَةِ..
كانَ يَلزَمُني رَبيعٌ كي أُضمِّدَ وَردةً
علِقتْ بشَعرِكِ فانْجرَحتُ..
وكُنتِ قُربَ خطيئةِ المَعنى
تُديرينَ السّلاسِلَ حَولَ ماتَهبُ القَصيدةْ!.
هلْ كانَ وقتاً من غُبارٍ
ذلك اللّيلُ المُبعثَرُ في هَزيمتِنا؟!..
تُلوِّحُ إصبَعاكِ بِوَرقةِ السّفَرِ الرّشيقةِ..
لم أكنْ حُرّاً لأملأَ ضفّتَيها بابتسامتِكِ الشّقيّةِ
قُلتُ: (لا..) فأزَلتِني مِنّي
ورَدّدَني صَدىً في ريحِ هجْرَتِكِ البَعيدةْ!.
مازالً يَلزَمُني رَبيعٌ
كي أُضمِّدَ حَقلَ أشواقٍ بِبَعضِ نِداءِ وَردِكِ..
قالَ كأسُكِ: (لاتَذُقني!.) فانكسَرتُ..
ولم أذُقْ إلّا طَوافي حَولَ نارِكِ
واحتِراقي ياعَنيدةْ!.
مازال يُطفِئُني رَحيقٌ عابِرٌ ويَنامُ قُربي..
أدَّعي تَمرينَ أزهاري على النّجوى
وأنَّ النّحلَ سوفَ يَجيءُ..
أَغفَلُ ساعةً عَنّي
فيَهرُبُ شِهدُكِ الغافي على شَفتَيكِ
من أرَقي
وتَركُضُ دَمعَةٌ من نَرجسِ المَعنى
على وَرَقي
وقد هَرِمتْ.. وَحيدةْ!.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
14 /10/ 2017