د . م . عبد الله أحمد
وأنا أشاهد مسائية الميادين اليوم …عن دور الولايات المتحدة الامريكية …استوقفني
السياق والمقاربة ..إلا أنه كان من الصعب فهم الرسالة التي تريد الميادين إرسالها للمشاهد
…
من هذه الرسائل
– تغير في خارطة القوة …
– خسائر وهزيمة امريكية بعد غزو العراق
– الصين ستكون القوة الاقتصادية الاولى في عام 2025 …
هذه الرسائل والافتراضات غير صحيحة ،مع أننا نتمنى تراجع وانحسار النفوذ الامريكي والهيمنة التي تسبب لنا كل هذه المآسي والازمات ..ولكن لابد من قراءة موضوعية ..لان الافتراضات الخاطئة تؤدي الى نتائج خاطئة …
-والحقيقة هي تراجع قوة الولايات المتحدة الامريكية إلا أنها مازالت هي القوى المهيمنة عالميا ومازالت قادرة على فرض عقوبات على كل الدول بما في ذلك روسيا والصين ، ومازالت تهيمن على النظام المالي العالمي وتتحكم الى حد كبير بالعالم كقطب رئيسي مهيمن لا منافس له …
– دفعت تكاليف غزو العراق 1991 وفي عام 2003 من قبل مماليك الخليج بما في ذلك أجور التنقلات الداخلية والخارجية وبما في ذلك 4 مليار $ رشوة للاتحاد السوفياتي في عام 1990/1991 ومليار دولار لاوروبا الشرقية ، إضافة الى التكلفة المباشرة وغير المباشرة ..الولايات المتحدة لم تدفع /لم تصرف وانما تلقت اجورها مسبقا
– الصين بدون شك تحقق نموا اقتصاديا كبيرا ، ولكن من الصعب أن يكون هذا النمو الاقتصادي مستدام لاسباب مختلفة منها الفجوة على مستوى الموارد البشرية في المدى المتوسط والطويل ، كما أن الاقتصاد وحدة لا يحقق هيمنه ودورا عالميا يرتقي لمستوى(القطب) فاعمدة القوة الاربعة لا يمكن أن تختصر بعمود واحد والامر نفسه ينطبق على روسيا او الهند (القوى المرشحة لتكون قوى عظمى في عالم متعدد الاقطاب )
– القراءة في مستقبل الدول ونفوذها يعتمد على صحة المؤشرات التي يتم اعتمادها في هذه القراءة …وعلينا الا ننسى مفهوم “البجعة السوداء “
صحيح أن الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة عالميا لكنها ضعيفة في سورية (ماديا وقانونيا واخلاقيا) وهذا يفتح نافذه لطردها من الشرق السوري …وقد يكون الثمن غاليا ولكن لابد من دفع الثمن وتحرير البلاد واغلاق هذه الحقبة المؤلمة من تاريخ سورية .
(قد يطول الانتظار والرهان . ..والحكمة تقول اعرف عدوك واعرف نفسك كي تنتصر …والا فانتظر الهزائم )