برعاية جمعية العاديات بحلب ومديرية الثقافة بحلب تم امس حضور ندوة للذكرى المئوية للأديبة الحلبية مريانا مراش .
اختصار عما ذكر في المحاضرة
مَريَانَا بنت فَتح الله بن نَصر الله مَرَّاش (1848-1919) تُعرف أيضاً باسم مَريَانَا المَرَّاش أو مَريَانَا مَرَّاش الحَلبيّة، كاتبةٌ وشاعرة سوريّة، ولدت وتوفيت في مدينة حلب السوريّة. برزت مريانا مرَّاش خلال حركة النهضة العربيّة، إذ تُعتبر من أوائل النساء اللواتي كتبن في الصحف العربيّة، كما كانت أول كاتبة سوريّة تقوم بنشر مجموعة شعريّة. أعادت مريانا مرَّاش إحياء تقليد الصالونات الأدبيّة في الشرق الأوسط.
كتب المؤرخ الحلبيّ محمد راغب الطبّاخ أنها كانت إحدى الشخصيّات الفريدة في مدينة حلب، إذ يقول: «فنظر الناس إليها بغير العين التي ينظرون بها إلى غيرها»، ويكمل قائلا: «وتهافت الشبان على طلب يدها»، إذ أنه ورغم تقدَّم الكثير من الشباب لخطبتها، إلا أنها آثَرَت في البداية أن تبقى عزباء. إلا أنها اقتنعت بالزواج بعد وفاة والدتها، وتزوَّجت من حبيب الغضبان، سليل العائلة المسيحيّة المحليّة. وقد أنجبا ثلاثة أطفال، فتاتين وولد.
مسيرتها الأدبيّة
صفحة عنوان كتاب بنت فكر لمريانا مرّاش.
بدأت مرّاش أوائل سبعينات القرن التاسع عشر بكتابة مقالات وقصائد للجرائد الدوريّة، ولاسيّما الجنان ولسان الحال في بيروت. انتقدت مريانا مراش في مقالاتها ظروف المرأة العربيّة، إذ حثَّت النساء العربيّات – بغض النظر عن انتمائتهن الدينيّة – على السعي للحصول على التعليم والتعبير عن أنفسهنّ في الأمور التي تهمّهن. نشرت مريانا مراش مجموعتها الشعريّة بنت فكر في بيروت عام 1893، إذ كانت مريانا قد حصلت على إذن الحكومة العثمانيّة لطبع كتابها بعد أن ألَّفت قصيدة تمجّد السلطان عبد الحميد الثاني. كما ألَّفت مريانا بعض قصائد المديح الأخرى، أشادت فيها بالحكّام العثمانيّين لحلب. كان أسلوب شعرها أكثر تقليديّة بالمقارنة مع أشعار شقيقها فرنسيس، كما يتَّضح من قصيدة الرثاء التي كتبتها لشقيقها فرنسيس بعد وفاته؛ قرأت مريانا الكثير من الشعر الرومانسيّ الفرنسيّ من مكتبة والدها، ولاسيّما ألفونس دي لامارتين وألفريد دي موسيه. يقول سامي الكيالي عن مرّاش أنه كان ظهور كتابة امرأة في الصحافة وتأليف الشعر في هذه الحقبة المظلمة حدثاً بارزاً، واعتبر ظهور مريانا مرّاش “في هذه الليالي المظلمة كنجم ساطع في وسط السموات”.
أعمالها غير الأدبيّة
تضمن أعمال مريانا مرّاش غير الأدبيّة، كتاباً عن تاريخ سوريا آواخر العهد العثمانيّ، بعنوان تاريخ سوريا الحديث، وقد كان هذا أول كتاب يتحدَّث عن هذا الموضوع.
صالون مريانا مرّاش
اشتهرت مريانا مرّاش بسبب الصالون الأدبيّ الذي افتتحته في منزلها. كانت مريانا قد سافرت سابقاً إلى أوروبا مرّة واحدة، وأعجبت بما شهدته من الحياة الأوروبيّة هناك. يقول الأكاديميّ جوزيف زيدان عن مريانا مرَّاش بأنه لدى عودتها إلى حلب، حوّلت مريانا منزلها إلى مكان لالتقاء عدد من الكتّاب المشهورين بشكل منتظم، وقد أثمرت هذه اللقاءات صداقات عديدة بين هؤلاء الكتُّاب، وأن هذه اللقاءات اشتملت على مناقشة القضايا الأدبيّة وموسيقيّة وسياسيّة واجتماعيّة.
ضمّ أعضاء صالون مريانا مرّاش مثقفين حلبيّين شهيرين من كلا الجنسين، إضافةً إلى سياسيّين وأعضاء في السلك الدبلوماسيّ الأجنبيّ. التزمت مريانا مرَّاش خلال هذه النقاشات الثقافيّة بالخطاب الفكريّ، كما تخلَّل هذه الجلسات الغناء والعزف على آلة القانون. وصف أنطوان شعراوي الأمسيات التي قضاها في صالون مريانا، بأن مريانا كانت ترتدي فساتين سوداء أو بيضاء بالكامل كانت قد اشترتها من باريس، وأن هذه اللقاءات في الصالون كانت مسائيّة ومختلطة، وقد نُوقشت خلال هذه اللقاءات مواضيع أدبيّة متنوّعة جداً كالمعلَّقات وأعمال فرانسوا رابليه. كما تضمّنت لقاءات الصالون لعب الشطرنج والورق، كما أُقيمت خلالها مسابقات شعريّة. يضيف شعراوي أيضاً بأن هذه اللقاءات اشتملت على الغناء والرقص والاستماع إلى الموسيقى عبر الفونوغراف، إضافةً إلى شرب النبيذ والعرق. إلا أن أستاذ تاريخ الفن في جامعة كاليفورنيا في دافيس هيجنار زيتيليان واتنبو يُشكِّكُ في صحّة وصف الشعراويّ لجلسات صالون مريانا مرّاش، ويقول أنه مُلفَّقٌ إلى حدٍ ما.
أعمالها
بدأت مرّاش أوائل سبعينات القرن التاسع عشر بكتابة مقالات وقصائد للجرائد الدوريّة، ولاسيّما “الجنان” و”لسان الحال” في بيروت.
العام عنوان الكتاب النوع
1893 بنت فكر مجموعة شعريّة
– تاريخ سوريا الحديث
تاريخ المقالات
شمعات الجِنَان في جريدة “الجنان” عام 1870.
أقوال بعض الكتّاب………
.ناديا توما – حلب .