حتى الكلام عن نفي المؤامرة أصبح مؤامرة بحد ذاتها
وإلا ما الذي يجعل جهابذة مايسمى بـ"الربيع العربي" يسعون حثيثاً لنفي نظرية المؤامرة ودحضها؛ لو لم يكونوا جزءاً منها لأخذتهم خشيتهم على أوطانهم للتفكير قليلاً ومناقشة من يطلق: أننا تحت وطأة مؤامرة وبالتالي لذهبوا إلى الحوار الذي يخشوه !.
بالتالي يصح القول انه جزء من المؤامرة التي تستعمله أضافة الى باقي الادوات والتي يأتي منها سياسيين تعجبك أشكالهم واعلاميين يعجبك قولهم وهلمّ جرى بين هذا وذاك ضاعت من بين أيدينا فئة من الشباب العربي الفاقد للهوية السياسية مسبقاً نتيجة أخطاء الانظمة العربية وقد لانستثني
احداً.
وهذه الاخطاء وإن كنا أيضاً من ضحاياها لكن لا تعطينا المبرر أن نذهب الى حمل السلاح كي لانعطي شهادة للذين اختاروا الارهاب خط سير لحياتهم لكن أردنا القول أن التهميش هو مقبرة حية للشباب العروبي الطموح وأخطر مافي التهميش هو قتل العزم الذي يشكل جوهر الشباب فيصير التردد والتذبذب جواب اي شاب تدعوه الى معترك سياسي ،مابالك ونحن نخوض حرباً تطال كل العرب وليس سوريا وحدها من هنا يترتب علينا أن نعاود حساباتنا كشباب عربي مثقف ومسؤول لنصل إلى مطالبة النخب الثقافية أن تدرك مدى حاجتنا الماسة لها في استنهاض الهمم وفك أغلال اليأس والاحباط اللذين كبّلتنا بها السياسات الاعتباطية . لكي نستطيع أن نخلق قناة حوار بين الشباب والنخب علينا أن نفعّل روح المبادرة لدى الشباب وهذه مهمة الشباب المثقف النخبوي ذا الامكانات التواصلية مع باقي الشرائح علينا أن نتحلى بالصبر كعنوان أساس وأن نناقش بروح مسؤولة وأن نبتعد عن الاستفزاز،كل ذلك دون أن نخفي موقفنا وخيارنا الداعم للمقاومة والتمسك به على أنه الخيار الوحيد الذي أثبت جدارته بوجه العدو الصهيوني وأن رفضنا لما سمي " بالربيع العربي" ليس معناها أننا ضد النهوض بالمبدأ،بل على العكس علينا أن نعترف أننا بحاجة الى ثورات وبحاجة الى ربيع عربي صناعة عربية بحتة له روابطه التاريخية وعناوين واقعية وبوصلة موحدة تحدد عدواً واحداً في القائمة
ألا وهو العدو الصهيوني وأفرازاته ومواجهة الفتن الطائفية والمذهبية البغيضة التي يحاول البعض أن يثيرها لجرّ الآمة الى متاهات لا تحمد عقباها
نحن بحاجة الى ثورة أخلاقية تطهرنا من المال البترودولار وتبعدنا عن الاسلام السياسي المتأمرك المنافق وتعيد الى داخلنا المنظومة الاخلاقية التي تعصمنا من الالتحاق باي مركب يسيره الغرب تحت مسميات وشعارات مختلفة .