* خليل عبد اللطيف
إن فن الأطفال يعتبر نمطاً من التعبير الفني له خصوصيته واعتبره كثيرمن الفنانين أكثر الفنون تلقائية وعفوية ، يعبر فيها الطفل بكل بساطة وبدون قيود ، يقدم لنا شخصيته ومشاعره وأحاسيسه باللون ، ويعكس لنا التعبير بأبسط صورة.
*رؤية:
التشكيل عند الأطفال له مقوماته الخاصة به من التسطيح والاختزال وبعيداً عن وحدة المكان والزمان ، والقدرة على التحوير حسب خياله وتصوراته ، ويتبع رموز لونية وشكلية تخص كل طفل . يقدم لنا الأشياء بشفافية دون أن تمنعه الجدران من الوصول إلى التعبير الذي يحسه . وبالتالي ما يقدمه الطفل لا يقل أهمية عن فن الكبار الأكاديمي . لقد ابتكر لنفسه فراغاً ومساحة ومنظوراً وزماناً ومكاناً ولا تعنيه النسب والأبعاد ويقدمها وفق رمز معين يدركه وحده . الجدية والصدق في التأمل في فن الطفل يزرع في نفسه الثقة وبمن حوله ويولد لديه الرغبة بالعطاء .
*موهبه واعدة:
من خلال متابعتي لأعمال الرسامة الطفلة مريم أسد من الصف الخامس الإبتدائي وجدت ماذكرنا من مزايا رسوم الاطفال المتمثلة بالبساطة والعفوية والصدق ، استخدمت فيها أدوات مختلفة وأساليب متنوعة ، تبرز قيمتها الابداعية وقدرتها الفنية رغم صغر سنها ، من حيث قوة الخطوط واستخدام الألوان المناسبة وأنسجامها مع الشكل دون تعقيد فيها سلاسة التشكيل ورشاقة الخط .
* مهارة في الرصاص:
في لوحة حركات اليد التي نفذتها بقلم الرصاص نلاحظ قوة الخط وتحديد الظل والنور بمهارة لتكون أقرب إلى الواقع . وهذا دليل أن هذه الطفلة المبدعة موهبتها لم تأتِ من فراغ ، بل كان ذلك تحصيل المتابعة والمثابرة والاجتهاد ، وحرق مراحل كبيرة للوصول إلى هذا المستوى الذي يبشر بولادة فنانة سيسطع اسمها في عالم الفن التشكيلي من خلال الدفع والاهتمام والمحيط الاجتماعي والتثقيفي التي تغرس فيها تلقائياً حب الفن بشكل عفوي وصادق والتي تمنحها مستقبلاً سعة الأفق والخيال بالشكل الأمثل ..أدعو لها بالتوفيق والنجاح وأن يدون اسمها بين كبار الفنانين.