" الإرهاب لا دين له " عنوان لإعلان أخذ مكانه في ساحات عامة وطرقات ، تروج له فضائيات عراقية وعربية عديدة ، محاولة بائسة تلك التي تقذف به خارج كونه فعلاً بشرياً مقروناً بقتل ، فقهاء مذاهب عمدت فتوها سيوف تقطر دماً ، وليدة رحم دين سماوي " الإسلام " .
لانريد ان نُتهم في ديننا أو نكون موضع مزايدات البعض علينا فيه بحجة ماضٍ مليء بصفحات بيضاء ترد سهام العدا عنا وتجعل منا طليعة ركب إنساني " لم نعثر عليه نحن على الأقل " ، بل دماً مسفوحاً ورقاب متناثرة هيَ ماكان فعلنا طوال أربعة عشر قرناً خلت ، وظف خلالها " نص قراني " بمايتناغم وشهوات رجالات الدولة وسلاطينها .
أمة الاسلام المتهمة اليوم بكل مايعاب ، ألبست تأريخها وأمراء مؤمنيها وفقهاء القتل فيها جلباب مقدس يُحذر المس به وجردت ماجاء به محمد بن عبد الله من بعده الإنساني وماأنزل عليه من فحواه ، فأحتكرت حقيقة الدين والإيمان فيها منظومة إجرام وقتل ، " أمير مؤمنين " فاسق فاجر ووعاظ له لم ينفكوا يجلدون الناس بلسان سليط وفتاوى قتل يومية مباركة ، جعلت من تساءلات كبيرة وكثيرة لنا شيء مباح للبحث عن مسببات إنحدار حضاري وإنحطاط أخلاقي نحن فيه ، وبعضنا في حنين غير مسبوق لجاهلية أولى فيها الكثير من " المروءة " .
فتوى " الشيخ الدكتور " سعد الدريهم عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، في " تغريدة " له عبر حسابه الخاص في تويتر "لو مارس المجاهدون في العراق الغلظة والقتل حتى فيمن وقع أسيراً حتى لو كان طفلاً أو امرأة لهابهم الرافضة " ، واحدة من تلك التي سبقتها أخريات " فتاوى " ، يطفح تأريخنا الفقهي والسياسي بإنحرافات خطيرة وأمثلة " قذرة " على شاكلتها أسهمت بها " مذاهب " ، لصالح طبقة حاكمة وأمراء إستبداد ، فكانت اللبنات الأولى للإستبداد والتخلف المعرفي والقتل الممنهج للآخر المختلف مذهباً أو فكراً ، بعد ان مكنتها رعاية السلطة من بسط نفوذها وتفردها الخطابي باسم عامة المسلمين ، فأشاعت كل ما من شأنه بث روح الكراهية والبغضاء ، والخليفة ظل لله في أرضه والصلاة خلفه والإنصياع له من متممات الدين ، وان ثبت فسقه وبانت منكراته ، " محي للسنة " وإن مات مخموراً مادامت له يد بطش بكل نقيض فكري وعائق أمام ماترغب به السلطة من مذهب ، يستغيث كل منهم بالآخر ويستعين ، فقهاء أخذوا نص " مقدس " رهينة ، مطية سهلة الركوب والتوجيه وجائر أحوج مايكون لفتواها لحظة عرسه الدموي .
ان تاريخ التكوين المذهبي من بزوغ نجم هذا المذهب او أفوله ولكونه نتاج عقل بشري وإجتهادات مر بمراحل وتحولات كبيرة ، الغلبة فيه لمطامح دنيوية ومطامع مادية ، جاد علينا بـ " الدريهم " هذا وغيره ، " عورة " يشار لنا به كأمة سيف وإرهاب ، ينال عقاباً لدعواه تلك في أمم حية كثيرة تعشق الحياة وتبدع فيها ويُجعل منه مناراً لأمة بائسة تحتذي به .