د . م . عبد الله أحمد
نعمل ونعمل وليس هناك وقت لتعيش الحياة التي يجب أن تعيشها، كل يوم تقوم بنفس العمل …نفس الغرفة والناس ونفس المسار وجدول العمل …ماالذي يمنعك من العيش ومن القيام بما تريد أن تقوم به ..قبل فوات الاوان …هل نحن احرار؟
الطعام والماء والارض وما نحتاجه لكي نعيش، مملوك من قبل الشركات العملاقة التي تهيمن على كل شيء…نحن مجرد وقود للنخب التي تختبئ خلف الشعارات …أنهم يعطوننا النقود والمقابل هو السيطرة على العالم
نبني المدن …نشغل الالات نحارب .. مقابل النقود، أي الاداة التي تجعلنا ننفذ الامر ..هي الوقود الذي يجعلنا نتحرك …نتصور أننا اذكياء نشغل الحواسب والتقنيات المعقدة …لكننا فقدنا القدرة ..أصبحنا أكثرا كسلا …وهكذا أصبحنا أكثر جهلا في هذا العالم الذي تقوده الشركات العابرة للحدود وتوظف الاعلام من أجل السيطرة …و نحن الذي نعتبر أنفسنا أذكياء اصبحنا أداة للشركات العملاقة التي تسعى الى الربح والتي تتلاعب بصناعة الغذاء، وشركات الادوية التي تلهث من اجل الربح وتنتج أدوية لعلاج حالة مرضية ،وفي الوقت نفسه لخلق أمراض جديدة مثل الازمات القلبية والسرطان وغيرها …وفي النهاية تتجمع السلطة والمال في جيوب هولاء ويستمر تدمير العالم …وهكذا كل شيء ملوث ..وإن لم يكفي .ولن يكفي يتم الهرب الى اشعال الحروب …
أما الديمقراطية، انها لعبة تجبر فيها على الاختيار كما تفعل عند رمي النقود (الطره او النقش ) لكنك لا تستطيع تغير قطعة النقود …
علينا أن نسأل هل السعادة في السيارة الحديثة والمنزل المريح وتلفون (IPhone) وما يكفي من الطعام أو في الحصول على مجرد مسكن…. هل أنت متصل ؟ أما أنك خارج التغطية ولاتدري ماذا يحصل ؟
العالم يحتاج الى قادة وليس الى سياسيين يتلاعبون بكل شيء لمصلحة الشركات المسيطرة .
أما نحن في هذا الشرق المعذب والمحبط ، فلا نختلف كثيرا ..نقلد ونكرر وفي التقليد خدمة لهؤلاء ، مازلنا نعيش في الماضي …نهتم بخطب خشبية عن المرأة والقدم اليمنى واليسرى والنكاح وتكفير الاخر والقتل، وفي لعبة الحرب نحن الوقود دائما ، والاعلام مشغول بتعبئة الوقت بمواضيع هامشية واللعب على المصطلحات قائم من أجل تفريغ كل شيء…ولم ندرك بعد أن الامر يتعلق بالادراك والوعي وعندما تعرف وتدرك وتعي تمتلك القوة الحقيقة التي تجعلك أقوى من اجل التغلب على كل الذئاب …
الكعكة ليست دولة او مشروع او حصة في استثمار وانما الادراك ..المعرفة هي التي تجعلك اقوى وعندها يمكن للسعادة أن تدق الباب ويمكن أن تحجز مكانا تحت الشمس في هذا العالم