بقلم نارام سرجون
نهاية مؤلمة لفناني المعارضة مع انطلاق جيل فني جديد
————————————————
قررت ان اساعد هذا الرجل في توجيه النداء الذي يريده .. لأن هذا سيرفع من رصيده الفني لدى مؤسسات انتاج المسلسلات العربية ..
وقد يتم ترشيحه الى هوليوود بسبب نشاطه الفني الكيماوي .. فليس هناك شيء مجاني في العالم وفي عالم (الثورات العربية) .. كل كلمة لها ثمنها ووزنها بالدولار والسولار .. وكثير من التصريحات والمواقف في عالم اليوم تقف خلفها السياسة ..
على كل حال استعدوا لحملة على الدولة السورية لأنها تحركت نحو ادلب ..
فكما خرج نداء حلب تحترق من قلب اسرائيل وتم تصميم القمصان الحمراء في احد دور الازياء في تل ابيب المتعاقدة مع مدرسة الفنون والتكنولوجيا التابعة لكلية (سيمنار هكبوتسيم) في تل ابيب والتي دفع تكاليفها خليجيون واسلاميون ولبسها الحمير العرب والفنانون العرب والمعارضون السوريون عن طيب خاطر وتجولوا بها ودافعوا عن ارهابيي القاعدة ..
وساعدوا اسرائيل في التخلص من سمعتها السيئة بان ألصقوا العار بالجيش السوري وليس بجيش عدو بلادهم .. كما فعلوا في حلب .. سيفعلون في ادلب .. وفي كل قرية نحررها .. حتى لو دخلنا الجولان والجليل سيقولون اننا استخدمنا السلاح الكيماوي .. رغم ان الدنيا تعلم اننا لانحتاج للسلاح الكيماوي طالما لدينا قوة نارية هائلة جدا وجيش من أعظم جيوش العالم ..
وان السلاح الكيماوي كان للتوازن مع النووي الاسرائيلي فساعد الثورجيون اسرائيل في ادعاءاتهم الكاذبة كي تحتفظ هي بالنووي ونحن نتخلى عن الكيماوي .. وسيحاول الثورجيون المطالبة بتفكيك ترسانة الصواريخ واس 300 وتفكيك حزب الله وترسانته بحجة حماية الثورة وتصبح اسرايل بلا تهديد ..
فهؤلاء يقومون بعمل اسرائيل كما 14 آذار يقومون بنفس العمل .. محاصرة سلاح حزب الله بحجة حمابة الدولة اللبنانية .. وهو في الحقيقة لحماية اسرائيل وتفكيك كل السلاح المحيط بها .. بعد تفكيك الجيوش العربية والقومية العربية وتفكيك الاسلام وتفكيك الفلسطينيين والمجتمعات العربية ..
ماأريد قوله هنا بخصوص نداء هذا الفنان الصاعد .. هو ان هناك بعض الفنانين المعارضين الذين ظنوا انهم نجوا وقفزوا من السفينة السورية التي تغرق وتعلقوا بحبال دبي وحبال استوديوهات الفن المصرية التي تمولها الشركت الخليجية ..
وكان هؤلاء يعتبرون انفسهم فهلويين ولعبوها صح وقاموا بالخيارات المناسبة في الوقت المناسب .. وكنت عندما اسمع عن لقاءاتهم المدفوعة الثمن حيث يقطر النفط والكيروسين والبنزين من أفواههم وتفوح رائحة الغازولين من ثيابهم المنقوعة بالنفط .. كنت احس انهم مصابون بالغرور وجنون العظمة لأنهم كانوا يعتبرون ان الفن السوري انتهى بانشقاقهم وان رحلة الدراما السورية توقفت وانتهت وماتت بالسكتة القلبية لأنهم هم الذين يحيون الفن وهم الذين صنعوا اسطورة الدراما السورية ..
ولكن هاهو موسم رمضان اليوم يقول الحقيقة التي ظنوا انه لاوجود لها .. بأن الفن السوري قد قلب الصفحة القديمة بالوجوه التي ارتمت في أحضان الشيوخ واحضان المال ..
ونهض جيل جديد أكثر ابداعا وامهر تمثيلا وصار الجيل المهاجر من المعارضين مرميا بلا ان يتذكره احد .. وبعضهم عالة على شركات الفن او عاطل عن العمل .. والبعض بقيت له اعمال من الواضح انه دعي اليها من باب المجاملة لاأكثر ..
والسبب هو ان الفنان المعارض يمكن ان يقدم عملا او اثنين في بيئة غير بيئته تحت عناوين الدعم والمجاملة والتأييد له .. ولكنه كفنان سوري لايستطيع الا ان ينطلق ويتجدد ويبدع الا مع وسطه وبيئته السورية .. وهو يحتاج الى دراما سورية وليست عكازات دراما مصرية وخليجية ولبنانية .. كما شركات الفن انتظرت كثيرا نهاية الدولة السورية ومؤسساتها الفنية والاعلامية ولتعطي المنشقين قيادة الدراما السورية الجديدة ولكن بعد طول انتطار عادت الشركات الممولة والمنتتجة السورية لتبحث عن الدراما السورية لأن الفضاء العربي لن تملأه الدراما الفارغة التي تنتجها استوديوهات رامز ومقالب الكاميرا الخفية السخيفة .. الناس تواقون لأعمال جادة وحكايات حقيقية ونصوص ذكية ..
الجيل الجديد من الوجوه السورية الذي تألق في أوائل ايام رمضان حمل معه أسوأ اخبار للمعارضين من الفنانين الذين قفزوا من السفينة ووجدوا انفسهم على جزيرة روبنسون كروزو .. منسيين مهملين .. بعيشون مقل سكان المغاور والكهوف .. والوجوه السورية الجديدة المبدعة من الشباب الجدد تكتسح الساحات وتمسح من الذاكرة وجوها كثيرة .. ستسير يوما في الطريق وتلاحقها كاميرات الفضوليين لينقلوا للناس كيف صار هذا وكيف كبرت فلانة وشاخت .. وكيف اهمل ذاك ويتلقى الصدقات ..
وبالعودة الى نداء الفنان المنسي الذي يبحث عن وظيفة .. والذي نتمنى له ان يجد وظيفة ودورا في المسليلات الكيماوية ..
فان ظهور هذه النشاطات الان بعد تحرك الجيش يدل على ان الغرب يدرك ان الجيش سيطحن الارهابيين في ادلب .. فأوعز باشعال الرأي العام بحكايات كيماوية ومجازر وحرائق ..
والتقط الأغبياء النداء وبدؤوا الرقص .. وستعمل مدرسة الفنون والتكنولوجيا التابعة لكلية (سيمنار هكبوتسيم) في تل ابيب من جديد في عملية تصميم قمصان لادلب التي تحترق .. ونداءات كيماوية .. وسيدفع العرب الخلايجة والاسلاميون تكاليف التصميم والانتاج .. وسيلبسها الحمير من جديد .. ويسيرون بها في الطرقات .. ولكن تذكروا هذه موجة وستزول مثل موجة حلب .. وماسيبقى هو اهل حلب .. واهل ادلب .. واهل الشام .. وكل السوريين الوطنيين .. وسيبقى حملة القمصان الاسرائلية ونداءاتهم في المنافي .. وينتهون في المنافي .. منسيين على جزر روبنسون كروزو ..