د . م . عبد الله أحمد
صحيح أننا في مرحلة ما قبل التحول العالمي والذي لم تتضح معالمه بعد ، وهذا التحول حتما سيحدث ولكن ليس بالضرورة أن يتغير اللاعبين …
فمازالت الصين بعيدة جدا من أن تصبح قطب عالمي أو حتى قطب قاري وذلك لأسباب مختلفة وشديدة التعقيد والأمر نفسه مع روسيا أو الهند أو حتى اليابان …التحول سيكون من حيث الشكل والسياق، ولكن قد يكون بمقدور لاعب صغير أن يفرض إرادته في حيز جغرافي ما ،دون أن تكون القوى الكبرى قادرة على منعه
من جهة أخرى لا يهم من هي الإمبراطورية التالية التي ستهيمن على العالم ، و لا فرق هنا بين دولة أو إمبراطورية وأخرى سواء أكانت الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين (بفرض أنها ستكون مهيمنة )، إلا أن المهم هو الاستفادة من مرحلة التحول من أجل تحصين البلاد ، والتحصين لا يكون عسكريا فقط وإنما اجتماعيا وسياسيا وبناء دول علمانية مدنية (علمانية /مدنية /مواطنة) وفصل الدين عن الدولة ، لان الدين هو عامل تقسيم ويتعارض مع مفهوم الدولة (الدين السياسي ) لان الولاء الديني هو أقوى من الولاء الوطني (حتى لو نفى أصحاب الدين السياسي ذلك – حسب مبدأ التقية)، فالدين هو حرية شخصية يجب احترامها ولكن دون السماح له بالتسلط على الآخرين بأي شكل من ألأشكال …
في هذا الإطار ، فإن المصالح الوطنية هي التي تحرك السياسات وهي التي ترسم خارطة التحالفات والأعداء والأصدقاء ، ولكن لا يوجد حليف بالمعنى الدائم (وما نراه الآن هو تحالفات في …..كذا وكذا…وبعد حين قد لا يصبح معنى لتلك التحالفات ).
بكل الأحوال إن الفوضى والدمار والاضطراب في أي بلد هو نتيجة حتمية للفشل في تحصين ذلك البلد ، ويغض النظر عن المؤامرات (أي محاولة تحقيق مصالح لدولة ما باستخدام الخداع والتضليل والطرق غير الشرعية وصولا إلى الحرب ) ،الفرص دائما متاحة ولكن لفترات قصيرة وغير متكررة ولابد من استغلالها من أجل بناء دول عصرية محصنة وعادلة ..