طالب الكناني
شربتُ الماء أو نلتُ الطعاما
بكيتُ الأمَّ حزنا قد تنامى
وإن آويت يوما في فراشي
ذكرت الدفء من يدها ترامى
تُغطّيني و تنظر في منامي
وتبعث دافئا عطفا تسامى
حنانُ الأمّهات هو اقتباس
لعطف الله قد طال الغماما
عيونُ الأمَّهات متى رأينا
رأينا الصبر فيهِنْ و الهُياما
وقد أُغرِمنَ عِشقا لا يُدانى
وهل في العشق من يرضى الملاما
كما اليُنبوع يُصدرُ حين يجري
لها مثلٌ متى بعثتْ كلاما
وصبر الأم يعدلُ كل صبرٍ
أتى أيوبُ أو فيه استهامى
لأن الأم يُسعدها العطاءُ
ويحييها ولو ضُرمت ضُراما
رأيت الأم صُنعك يا ألهي
و منها قد أقمتَ لنا سلاما
جعلت الصُنع مطبوعا بسرٍ
سعيدٌ من يرى السرَّ المُقاما