قصيدة للشاعر سهيل درويش
ورؤية نقدية لنص (حتى هنا ) للناقد
الأستاذ خالد خليفة …
حتَّى هُنَا …!
________
حتّى هُنَا ، أنتِ الّتي
تأتينَ قلبي ، مَرَتينْ
تأتِي إلى تلكَ الشِّفاهِ تبوسها
و تريدُ منها قُبلَتينْ
حتَّى أنا
آتي إليكِ مثلما
يأتيكِ ذيّاكَ الضُّحَى
يأتي يُقبِّلُ خدَّكِ
يُهدي جُفونَكِ …
نَجمتين
الكلُّ يعرفُ أنّكِ
مِنْ مثلِ أحلى وردةٍ
أهدتْ خدودَكِ ، وردتينْ
صَلِّيتُ في ياقوتةٍ
أعطيتُها كُلَّ المشاتلِ
و السَّنابلِ والهوى
صلّيتُ فيها ركعتينْ
أحلى الهَوى …
ما كانَ في جوفِ الضُّحَى
في ذلكِ البدرِ اشتهى
من نارِ عشقِكِ جَمْرتينْ
و ضممتُها تلكَ العيونْ
و غزلتُها تلكَ الجفونْ
و همستُ في ذاكَ الحَشَا
كُلَّ الهَوى
و سألتُ روحَكِ خمرتينْ
خلّي عيونَكِ مثلَ أجفانٍ حكَتْ
أدمتْ شِغَافِي طَعنتينْ
حتَّى أنا
أشتاقُ قلبَكِ و الجَوَى
أشتاقُ همسَكِ و الصَّدى
و أموتُ فِيكِ ، مِيتَتينْ …
حتى هنا
أجفانُ عينيكِ حكتْ
لكنّها في مهجتي صبحاً
سرَتْ
أهدتْ دمي جفناً سَرَى
في خفقِ قلبي رعشةً
بل رَعشتين …!
قومِي بربكِ ذاتَ صبحٍ و اغمري
قلبي الذي يهواكِ دوماً غمرةً
بَلْ غَمرَتينْ …!!
سهيل أحمد درويش
سوريا _جبلة
رؤية نقدية لنص (حتى هنا ) للناقد
الأستاذ خالد خليفة …
نص ؛ حتَّى هُنَا …! .
حين يكبر البرد يحتاج النص كما الأنسان لدفء الحنين من الفجر الى الغسق في ندي الهواء ، ساذج قلبي طوع أناملها موج الشوق يتدلى على خصر البوح يزاحم الشفاه بالقبل ، وفي ذاكرة ذياك الضحى ألثم عطرها صبابة توق على طول المدى ، آن أوان تقبيل خدك ، من رحم الريح سافح العبرات يشيع عطرك بذلك الحصيد لهذيان لاح خلف سحابة هواجسي أضغاث الظنون عالقة بمذاق الخريف حد النخاع .
جاء النص بأسلوب الكتابة الغير متكلفة ونظم لطيف رفيع ، سهل ممتنع ، متزن المعاني دقيق السلوك في أيثار المشاعر حسن التبادل يعكس طيبة كاتبه ، تلك التي تلامس شغاف القلب شفافة بغيرة الإحساس بهدوء يغرس القبلات دون فطام .
يجمع بيانات التوق ملتهبة يشهد بها تلك السنابل في توازن الهوى ريان يصلي عند الضحى صلاة الغائب مع ذلك البدر المشتهى ، ورجيع الصدى كالحيف يتردد موزعاً بين الرغبة تنسل يانعة ، تواقة لنغم النبض أصابعي عارية ينزلق عليها الوجع ، ويتخللها ماء المطر البارد في ليل كانون المشبع بنشيج الصقيع ورجفة عباءة الحلم .
أن ترسم الحياة على شكل قبلة بطعم الملح والطين يجعلك تعيش ذاكرة عجوز تسير بك الأعوام متقلبة كالطقس ، ترى الأحلام أجمل منظراً من الصور تسمع نداءات لأصوات معقدة يجذبك صوت معين كلما شعرت بالحنين ، كومة هواء بارد يحرك نبضه متوهجاً إليك ، فيشعرك الضوء المنبعث من بعيد أنك تنتمي للحياة .