وزير الدفاع الأوكراني يقول نحن نحارب باسم (الناتو)، إذاً بوتن يدافع
عن كل شعوب الجنوب
الغرب دفع بسلاحه، بماله، باعلامه، بعملائه، في أوكرانيا، يدافع عن
فردانيته، ووصايته على العالم
مما يجعل الميدان الأوكراني، ميدان الحسم التاريخي، لتغيير خارطة
العالم، وفتح آفاقٍ لحضارة انسانية متوازنة.
المحامي محمد محسن
عندما نضع المعادلة التاريخية بهذا الأفق،
{ بوتن يحارب (الناتو) وكل محمياته، عن كل شعوب الجنوب}
ندرك أبعاد، ومرامي، المهمات التي ينجزها بوتن، (بطرس ــ لينن)
والتي أوكلت إليه تاريخياً، لمواجهته الغرب كله، وأكبر برهان على
صحة هذه المعادلة، اشتراك جميع دول الغرب، بقضها وقضيضها،
ومحمياتها، بهذه الحرب،
وهذا يعني أن الغرب يحارب عن (فردانيته)، وو(صياته)، و(استعباده)،
وسيطرته المهددة، و(بوتن) ينهض بهذه المهمة التاريخية، لخلاص العالم
من وحشية الغرب.
من هنا على كل عاقل من عالم الجنوب، أن يعتبر حرب بوتن هي حربه،
لأن بوتن يحارب، كل دول الشر التي استعبدت العالم قروناً، من اليابان حتى
جنوب أفريقيا، وصولاً إلى جزر المالديف في أمريكا اللاتينية.
لو تعمق الباحثون الجادون، الحياديون، بالبحث عن الأدوار التخريبية التي
لعبها الغرب، في جميع المسارات الحضارية عبر قرون، لوقفوا مذهولين،
أمام الجرائم التي ارتكبها الغرب، في المسيرة الحضارية الانسانية.!!!
دمروا كل حضارات العالم، واستعبدوا شعوبها، وسرقوا ما أنتجته حضاراتها،
من طاقات مادية، وبشرية، وثقافية، وفرضوا عليها حضارتهم العرجاء،
ومسكوا مفاتيح حركة التاريخ.
وأقذر ما فعلوه: اغتيال الحضارات، ثم عملوا على تنميطها، وإلغاء
جميع المساهمات الحضارية التي أنتجتها مجتمعات الجنوب، بعد
أن صادروها، ونسبوها لهم.
وألزموا كل البشرية، باعتماد الثقافة (بنسختها الغربية،) الرأسمالية،
العنصرية التي تقوم على اعتماد الفردانية ، وتمزيق المجتمعات،
بعد (تزريرها) وفرضوا (المركزية الأوروبية) وكل شعوب الأرض تابعة،
ولا يحق لها الإعتراض، ومن يعترض يدمر.
ولو تعمقنا في التشوهات الانسانية التي نتجت، عن الوحدانية
الحضارية الرأسمالية، لوجدنا الكثير من السقطات الحضارية،
أهمها، تمزيق الدول، وتمزيق مجتمعاتها، من خلال البحث
عن تناقضات: دينية، أو عرقية.
لإثارة الصراعات بينها،وما حدث في يوغسلافيا، (تيتو)
العظيم، التي قسموها لستة كانتونات متصارعة مدى الدهر،
أكبر مثال حي.
وكان قبلها ، وبعدها، تمزيق بلاد الشام، وآخر محاولة لتمزيق سورية،
وتدميرها كانت البارحة ولا تزال، وتمزيق سورية (لو استطاعوا)،
يعني تلقائياً تمزيق جميع الدول العربية، كلها، بل دول المنطقة،
واعادوا فرض هيمنتهم بأقذر الصور.
والهيمنة تعني الاستعباد، ومصادرة كل القرارات الحياتية، بما فيها،
القرارات الأسروية، كما كانت عليه مملكة (بني سعود)، التي تُظهر
بعض تمرداتها الآن، بفضل صمود سورية، ومواجهة (بوتن) لهذه
الامبراطورية المهددة بالسقوط عن عرش قطبيتها.
مما تقدم نُظهر الأهمية التاريخية، للحرب الكونية التي تخاض على
أرض أوكرانيا، وما هو نتاجها الحضاري، الانساني، المأمول، والتي
كانت الحرب على سورية، مقدمة لها، بل ومساهمة في تفجيرها،
ووضع اللبنات الأولى لإنتصارها.
ومما تقدم على كل عاقل من شعوب الجنوب، أن يضع الصمود
السوري في مكانه التاريخي، وأن يلعن كل من ساهم، وكل من تمرد،
وخرج عليها، وساهم مع الطغاة لذبحها.
إذاً سورية قلب الأرض. والمسؤولة عن حركتها التاريخية، وبوتن
المكلف بإعادة التوازن إلى الحضارة الانسانية.