يجعلني المطرُ الغزير الجأ إلى الحانة
كذلك الريح تدفعني بقوة إلى الكأس
العشيقة
تريدني أن أكون لها في كل وقت
تسألني ألست عشقك العظيم؟
تصفق العاصفة
يبد أنها تدنو من النافذة
تارة تركلها وتارة تتصنت
لم ابتع الكثير من الخمر والتبغ
تأتي الكثير من الأفكار المجنونة
أن نمارس الحب مع نافذتنا المفتوحة
نستحضر الضوء المتعب
العاصفة المغرورة
وكأئنات الليل الساحرات
سيف يزيد يقطر دما
وجنوده يجمعون الغنائم الحسناوات لخيمته
أضرب على رأسي حتى لا تشاركني هذه الصور
لا أدري لماذا تأتي الآن في ذهني بهذه اللحظة؟
من المفروض ألا تكون في ذهني صورا عنيفة
ألا يحضر الموت بأي زي
حدثني أبي وقال:ـ بعد اللمسة الأولى يجعلنا نبتسم
أمي تردد :ـ أريد أن أموت واقفة ومطمئنة
الأطفال الذين أكلتهم الحرب يشكون أنه كان قاسيا
الجنود الذين أفقدتهم الحرب أطرافهم
لا يدرون متى سيمارسون الحب
يسألون أنفسهم عن العودة؟
الجوعي الذين أفقدتهم الحرب الحطب
يحلمون بالأخضر والأصفر
قالت العشيقة :ـ شمعتنا في الرمق الأخير
بحثت عن شمعة جديدة
عدت فوجدت العاصفة والقليل من الضوء فقط
وجدت بكاء أصدقائي
ثرثرة عن الحرب وتغريدات
وجدت قنينة نبيذ وخبز وزيتون
تمنيت أن تقاسمني العشيقة حبة زيتون
أن نفكر في زرع فسيلة شجيرة عنب
قبل أن ينتهي هذا الليل.
ا. حميد عقبي
كاتب و ناقد يمني
مدير المنتدي العربي الأوروبي للسينما و المسرح بباريس