د . م . عبد الله احمد
هل تعرف ما هي القواعد التي تحكم الحب والكراهية ؟ قد يكون الحب أن ترى نفسك في الأخر ، أو تظفر بما ينقصك ، أو أنها الغريزة المتأرجحة التي تتلاشي من حين إلى أخر وتتجدد أيضا …أو أنك تلعب لعبة العواطف لتحقيق مكاسب مادية ….أي انك تاجر مخادع …فالحب الحقيقي بمفهومه السائد غير موجود ، وكل ما نراه هو بحث عن أكسير الحياة والخلود …وهذا غير متاح …وللغرابة الكل يبحث عنه بطريقته ، الفلاسفة ..الأديان ….العلماء ….فالحب فكرة ومسعى لكي ترتقي روحا وجسدا بعد الافتراق وقبله ، أنه الكمال كلما ارتفعت في شجرة المعرفة …
من يسيطر على المال يحكم العالم ؟ إلا أن العبث بالآخرين وحرمانهم منه سيؤدي حتما إلى نتائج كارثية ، حيث تعم الفوضى وتنهار المنظومة الأخلاقية ، فالمعاير المالية التي وضعت في العالم تهدف إلى إفقار الناس وتمكين حفنة من اللصوص من امتصاص خيرات الشعوب والأفراد ، وهؤلاء متواجدون في كل مكان …أنها شبكة اللصوص العالمية …هل تعرف لماذا يعتبرون الذهب هو المعيار الأهم ….لأنه معيار مطاطي ومخادع ، فقيمة الجهد البشري يفوق قيمة كل الذهب الموجود بالعالم بإضعاف كثيرة…وهذا يعني أن هذا المعيار يضمن بقاءك فقيرا ..ويضمن بقاءهم أغنياء مسيطرون ….
ما هو الخطر الذي يهدد العالم ؟ قد يكون السؤال مكررا ولكن الإجابة فريدة لأنها تخاطب العقل والمنطق …
هل تعرف لماذا يخفي المتدينين أسرارهم ، ولماذا يحتفظ الكهنة من كل الأديان بأسرار يعتبرون انتشارها خطرا عليهم ؟ بالطبع هم لا يريدون جذب الآخرين من اجل تعريفهم على الحقيقة ، فهم لا يمتلكونها …ولكنهم يريدون زيادة القطيع من أجل تكوين قوة تحقق أهدافهم في السلطة والمال …فلو كانوا يريدون الحقيقة لم كانوا يرفضون أي نقاش لاختبار النص أو الحقيقة المفترضة ، ولو كان سعيهم من أجل تعميم الخير وتعريف الناس بالحقيقة لما كانوا يخشون إفشاء إسرارهم …أن كنت تخفي سرا تخشي أن يعرف الآخرين به لأنهم ليسوا أهلا له فذلك يعني أنك تدعي التفوق على الأخر ، أو تخشى إن تكون مخطئا وتكشف .أو تدعي امتلاك فكر وأنت مجرد مخادع ..وإن كانت تعتبر أن تلك حقيقة مطلقة ..فما هو الدافع إلى كل تلك التفسيرات والاجتهادات والغموض الذي يكتنف كل ما تملكه الطوائف والأديان ؟ هل تعرف أن الأساطير تجتاح العلم والفلسفة والتيارات الملحدة وغيرها أيضا لأنها تخضع لمجموعة الكهنة ذاتها تلك التي تروج للبدع ، والأفكار الهدامة ..فالتطرف خطير وهو يجتاح الفكر أولا ..ومن ثم يتحول إلى فعل مدمر …إلى حروب وقتل واضطهاد وظلم …الخ
هل تعرف ….لا تنسى ..عليك أن لا تصدق ما يقوم الإعلام العالمي بتكراره ….فذلك يعني أنهم يريدون منك حرف الانتباه عن ما هو مهم ، ليتحول انتباهك إلى أشياء تافهة أو أكاذيب ..
ما هو الحل ؟ لا حل في الأمد القريب والمتوسط …ولكن لابد من أعادة برمجة الوعي لعل الأجيال القادمة تكون قادرة على هدم الهيكل …أي النظام العالمي السائد …وتحرير العقل …