أسكنْتها الروحَ الظميئةَ للهوى
فتأرّجَتْ روحي كمرجٍ أخضرِ
وتمايلَتْ أغصانُ دَوحي للهوى
والنّايُ سكرى مِنْ نسيمِ الأنهُرِ
وتراقصَتْ أوتارُ قلبي صبوةً
لمّا دنَتْ خطواتُها مِنْ مَعْبري
ولمحْتُ في كأسِ الصّباحِ صَبوحَهُ
ورشفْتُ مِن شفةِ الجميلةِ كوثري
حتّى ثملْتُ براحِ آلاءِ الصّبا
مُتوسّداً مرجَ الصّباحِ الأشقرِ
لتلوحَ لي زُمَرُ الرّؤى في خاطريْ
وأذوبُ شوقاً للظبيِّ الأحورِ
فالحسنُ خمرٌ كمْ تناهى سرُّهُ
عن لبِّ مخمورِ الشعورِ المُسعَرِ
والعشقُ في شرعِ الإلهِ فضيلةٌ
كالمُزنِ منْ لدْنِ الغمامِ المُمطِرِ
من ديواني سوانح للشاعر ياسين عزيز حمود