حدث هام : الأرض صباح الأحد في أقرب نقطة من الشمس (نقطة الحضيض)
يصادف يوم الأحد الواقع في 2020 /1/5 الساعة 7.48 دقيقة صباحا بالتوقيت العالمي ظاهرة فلكية سنوية تتمثل في وصول كوكب الأرض إلى أقرب مسافة له من الشمس حيث سيكون بعده عنها بحدود 147 مليون كم (147,091,144 كم ) مما يعني أن الأرض ستكون في أقرب إلى الشمس بنحو 5 مليون كم عما كانت عليه يوم 5 تموز الماضي الذي شهد أبعد نقطة بين الأرض والشمس، حيث تصل المسافة الأكبر إلى 152 مليون كم (152,095,295 مليون كم.
من المعروف أن الأرض كغيرها من الكواكب تدور حول الشمس في مدار إهليلجي ” قطع ناقص”، لذلك ستكون الأرض فيما يسمى “نقطة الحضيض” عندما تكون في أقرب نقطة قريبة من مدارها حول الشمس (5 كانون الثاني هذا العام)، وفي “نقطة الأوج”. عندما تكون في أقصى بعد لها في مدارها حول الشمس وسيحصل هذا العام في 4 تموز القادم الساعة 22.11 بالتوقيت العالمي.
على الرغم من أن الأرض ستكون في أقرب نقطة لها من الشمس يوم الأحد ، إلا أن الفصل حاليا هو فصل الشتاء ودرجة الحرارة تكون منخفضة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وعلى العكس تماما، حينما تكون الأرض في الصيف في أبعد نقطة من الشمس، تكون درجة الحرارة مرتفعة، وذلك لأن أشعة الشمس تسقط بشكل مائل في النصف الشمالي للكرة الأرضية خلال شهر كانون2 “فصل الشتاء”، بينما تكون تلك الأشعة عمودية على هذه المناطق في شهر تموز “فصل الصيف”.
إذا نستنتج أن تغير المسافة بين الأرض والشمس ليس السبب المباشر في حدوث الفصول الفلكية الأربعة، بل ميل محور الأرض عن وضعه العمودي بمقدار 23.5 درجة ، ولكنه البعد والقرب من الشمس يلعب دورا هاما في التأثير على طول تلك الفصول، فعندما تصل الأرض إلى نقطة الحضيض تتحرك بشكل أسرع في مدارها حول الشمس بسرعة 30.3 كم/ثانية، وهذا ما يجعل من فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي أقصر فصول السنة، بينما يكون فصل الصيف الجنوبي هو الأقصر والأشد حرارة.
من المفيد الإشارة إلى أن تلك الظاهرة ليس لها أية آثار سلبية على سكان الكرة الأرضية .
د.رياض قره فلاح
أستاذ علم المناخ – قسم الجغرافية
جامعة تشرين