منذر يحيى عيسى
قصيدة لي بعنوان [ قمـــــر الجليل ].
محمود درويش …في حضرة الغياب.
تذكرتها بمناسبة صفقة القرن
=======================
أحد عشر كوكباً
تغفو في سماء الجليل
والشمس لمن تعدُّ قهوتها
وأنتَ تطاردُ خيولَ الشعرِ في المدارِ الجديدْ؟
الآنَ :هل أدمنتَ الغيابْ؟
وهل أغوتكَ دروبٌ تخمّرُ الدمعَ؟
فتسلقتَ حبالَ أحلامكَ
مرافقاً عصافيرَ الغناءْ
في زرقةٍ تتناسلُ برتقالاً
وتصيغُ بحوراً للأرضِ
كانت تجيءُ كما تشاءْ
وتركتَ حصانكَ البريَّ ،يحمحمُ في صقيعِ وحدتهِ
ويخوضُ في الأملِ البعيدْ…
أيها العاشقُ النبيلُ:
متفرداً في رؤاكَ
كنتَ
وقد حاربتَ بالموتِ موتكَ وانتصرتْ
ومثلَ “يوسفَ” ملكاً
إلى بلادٍ تعشقُ الخبزَ ،وتمجّدُ الليمونَ
عُدتْ
حيثُ الأخوةُ في صراعِ الوهمِ
وجراحاتِ الدماءِ
يغتالونَ حلماً جميلاً
من أجلهِ ناورتَ المدائنَ والقرى
وأطلقتَ أناشيدَ في حناجر قبراتِ سهولكَ
وما اكتفيتْ
هزمتَ الموتَ بهديلِ حمامٍ يصلي في شرفاتِ المأذنِ
وحرمِ المغارةِ والقبابْ
وبقهوةٍ عربيةٍ ،توقدُ نارها أجملُ الأمهاتْ
وصارعتَ الرماديَ في كل شيءٍ
فكيف تدخلُ في الرمادْ؟
وأنتَ من غنَّى لاخضرارِ الزعترِ البريّ
قداساً يزيِّنُ طقوسَ الصلاةْ
وناديتَ كثيراً
لتقاسم الحياةِ حتى مع من يكرهونَ لغيرهم الحياةْ…
طويلاً…صارعت موتكَ
وعلى عرشكَ استويتْ
لكنهُ بقوةٍ إليكَ عادَ وعادَ وعادْ…
وأنتَ في حضرةِ الغيابْ
لا تخجلْ من دموعِ الأمِ
وأنينِ الكلماتْ…
عنوةً ،يعودُ إليكَ الموتُ
فأنتَ الأنَ حرٌّ
وأنتَ من أكدَ أنَّ :
” على هذهِ الأرضُ ما يستحقُ الحياةْ “
في غيابِكَ
حضوركَ الأنَ أكثرْ
وأنتَ الشاهدُ
على موتٍ رأيتَ قبلَ أن تموتْ…
ســــــــــــلامٌ على الجليلِ
وعرسِ “قانا” ومعجزةِ المسيحْ
فمن نقاءِ الماءِ على عرشهِ يستوي الراحُ
حيثُ ينبتُ العطرُ في الترابْ
وهذهِ الشمسُ تعدُّ قهوتها في أولِ النهارْ
وتمنحُ دفئها للأتينَ من خلفِ الضبابْ
فكن واحداً منهم
ودعِ الموتَ وحيداً
فالقمرُ هناكَ يحرسُ زهرَ اللوزِ
وقصائدَ الشعراءْ…
حضوركَ الأن
يستهوي بلاداً كنتَ عاشقها
وكان غناءكَ العذبُ السلاحُ
“ذهب الذين نحبهم “
وتظلُ قامةُ شعركَ
في صدرِ أعداءِ الحياةِ الرماحُ…
******* *******
🚦منذر يحيى عيسى