يَامَنْ أَنَسْتِ مَنَاسِكِي بِمَوَاسِمِي
ﻭَ عَقِيقَ نَبْعِي يَا نَقَا أَيَّامِي
ﻭَأَقَمْتُ ﻣِﻦْ آيَاتِ حُسْنِكِ حُجَّةً
بِوَتِينِ نَبْضِي يَا انْصِبَابَ هُيَامِي
وَقَطَفْتُ مِنْ أَعْنَابِ خَدِّكِ قُبْلَةً
لِيَفُوحَ مِسْكُكِ يانِعاً بخِتامي
فَاِسْتَلْهَبَتْ لُبِّي جِمَارَ صَبَابَةٍ
فَيَضَانُ تَوْقِي وَاسْتِعَارُ غَرَامِي
ﺃُجْدِي فِدَاكِ فَضَائِلًا ﻭَجَدَاوِلًا
لِأُجَازَ ﻣِﻦْ هَاتَيْكِ نَزْفَ ظَلَامِي
إِنِّي أَلِفْتُكِ رَحْمَةً وَتَقِيَّةً
مُتَقَرِّباً وَ مُنَاشِداً بِقِيَامِي
يَا لَيْتَ مَنْ أَهْوَى كَنَجْمَةِ غَيْهَبٍ
بَزَغَتْ وَ فِي إِطْلَالِهَا أَحْلَامِي
وَعَكَفْتُ بِالْأَطْلَالِ أَحْتَضِنُ الْوَرَا
فَرَشَفْتُ مِنْ جَلَسَاتِكِ اسْتِلْهَامِي
ﻭَ نَظَمْتُ ﻣِﻦْ إِجْلَالِ نُورِكِ جَنَّةً
أَبْرَأْتُ فِيهَا صَبْوَتِي وَضِرَامِي
فَانْسَابَتِ الْأَلْحَانُ ﻣِﻦْ وَتْرِ الضَّنَى
غَنَّتْ مَشَاعِرَ تَائِقٍ لِوِئَامِ
وَاجْتَاحَ خَمِّي فِي سَمَاكِ مُنَسَمٌ
بِنَسِيمِ طَلِّكِ وَالْعَرِيقِ الشَّامِي
فَرَضِيتُ بَيْعَتَكِ الشَّرِيفَةَ دَعْوَةً
إني أَرْتَضِيتُكِ صَحْوَتِي بِمَنَامِي
ﺃَنْتِ ﺍلْعُلَا بَلْ أَنْتِ أنْتِ الْمُنْتَهَى
وَبِعَرْشِ قَلْبِكِ يَارِوَاءَ سِقَامِي
بَحْرُ الْكَامِلِ
عماد الدين التونسي