هل ما بعد القـــــــمة العربية، كما قبلها، أم أن المنطـــقة العربية مقبلةٌ على انتقالاتٍ، ومناخاتٍ عربية جديدة؟
ثلاثة متحولات تاريخية، الاتفاقية السعودية الإيرانية، هزيمة الفكر الإخواني، خروج المنطقة من الوصاية الأمريكية.
رفض سوري لمنطق الشروط، فالقرار السوري بيد السوريين، ولا مساومة، أو مس بالسيادة الوطنية.
المحامي محمد محسن
على الجميع أن يدرك أن الثوابت السورية، غير قابلة للمس، فالمنتصر لا يقبل المساومة على إنجازاته، ونقول لكل العملاء السوريين، الذين خرجوا على وطنهم، ونخص منهم بالذكر (المثقفين القشريين)، الذين يتخذون من العالم الافتراضي ساحة للتضليل، والتحريض، ونشر الأكاذيب، لقد خسرتم كل أحلامكم، وخاب ظن مشغليكم بكم.
كما نقول للعملاء في كل أرجاء المنطقة، أن سورية التي تحملت ما لا تتحمله الجبال الراسيات، والتي صبرت ونالت، وربحت لن تقدم تنازلاً واحداً عن سيادتها.
وسيبقى القرار الأممي رقم /2254 / وغيره من القرارات، التي اتخذت عندما كانت كل وحوش الأرض، تحاول هزيمة سورية، حبراً على ورق، فما رفضته سورية أثناء مواجهاتها، لن تقبله بعد نصرها؟
لأن سورية لم تَهزمَ قطعانَ الإرهابيين القادمين من جهات الأرض الأربع فحسب، والتي زاد عددهم عن / 300 / ألف مسلح جاء للقتل، والتشريد، والسبي، وتمزيق سورية.
بل هزمت أمريكا، وكل دول الغرب المتوحش، التي خرجت عن القواعد الإنسانية، وأصبح همها الحروب وتدمير الشعوب، ومن ثم استعبادها، (الغرب المجرد من المبادئ، والأخلاق، والذي ليس له أصدقاءٍ ولا شركاءٍ)، بل الغرب الذي أصبح يعيش وفق قوانين الغابة.
كما أن الانتصار السوري هو الذي هيأ كل الظروف المواتية، لخروج العرب من تحت الجلباب الأمريكي، لأول مرة منذ قرون، والسعي لتصفير الخلافات البينية، وحلحلة جميع الأزمات، والبحث عن حلول لها من خلال التشاور، ولم الشمل العربي.
والعمل لأن تكون المنطقة العربية، جزءاً فاعلاً في عالم متعدد الأقطاب، لما تملكه من موقع (جو سياسي) بالغ الأهمية، لأنه يمسك بكل خطوط النقل، البحرية، والجوية، والبرية، ويشرف على أهم المحيطات، والمضائق، ويمسك بوسط الكون، كالقلب.
وهذا سيساهم بإنهاء الحروب المباشرة، أو الحروب بالوكالة، وأن تكون قراراتنا بأيدينا، لا بأيدي الغرب المتوحش، لتامين أمننا القومي، بعد هزيمة الفكر الديني الظلامي، وإسقاط (الربيع العربي).
كل هذه الظروف المستجدة، والذي يأتي على رأسها، الاتفاق الإيراني ـــ السعودي، الذي خلق المناخات الإيجابية، لحل الخلافات البينية، وتحقيق مصالحات عربية ــ عربية، على كل الصعد.
ستعيد النظر في جميع الخطوات التطبيعية التي تمت مع الكيان الإسرائيلي، ورفع القضية الفلسطينية، إلى المقام الأول من اهتماماتنا العربية، والتي غابت سنوات بغياب سورية.
بكل موضوعية أكاد أقول:
إننا على بوابة تاريخية جديدة، وأمام فرصة زمنية لإقامة نظام عربي جديد، يتعامل مع المتغيرات الدولية لصالح تقدمه، وخلاصه من التبعية العمياء للدول الاستعمارية الغربية، التي تتحمل كامل المسؤولية عن كل صراعاتنا وتناقضاتنا، وأسباب تخلفنا، فلا تقدم، ولا حرية، بدون الانعتاق الكلي من التبعية للغرب، والتطلع نحو الشرق الصاعد القادم.