………
انعكاسات
واجهته بعنف؛ فما قذفه في وجهى من رذاذ كلماته أثار حنقي وغضبي عليه، كانت لكمتي قوية؛ تناثرت إثرها شظايا المرآة، وأصابتني إحداها في ظاهر يدي؛ فنزف دما، بينما سارع هو بالاحتماء خلف فراغ نشأ حديثا، حينها هدأت ثورتي، فأعدت تجميع الشظايا على مهل إلى أن انتهيت، فرأيت انعكاسي فيها ناصعا.
استلقيت على أريكتي وأشعلت سيجارتي، وشرعت أتابع حلقات دخانها المتصاعدة إلى سقف الغرفة، هنيهة مضت تناهى إلى سمعي حفيفه وهو يتسلل خلسة، نهضت واتجهت صوبها للمرة الثانية ماشيًا على أطراف أصابعي، وكلي عزمٌ هذه المرة ألا يروغ مني، غمغمت مغالبًا نشاز صوته الذي توغل في أنوية خلايايّ
” سأقتله..سأقتله “
تفاجأت أن لا أحد، فما زالت الشظايا متناثرة على أرضية الغرفة، ولا يزال الدم ينزف من يدي، وحلقات الدخان تواصل مسيرتها البطيئة صوب السقف، إلا أنّ ما أدهشني وأثار غضبي أنني لا أزال أشعر بوجوده!!
========
قراءة في الكسور
=التأمل في خزانة الذات يجسد شخصية سلبية يقتضي اقصاؤها عزيمة وارادة وبديلا يملأ الفراغ ..فالاحساس بالفراغ ضياع وتعذيب للنفس ..
يطرح النص هذه الفكرة : التطهر من ..؟
فيقترح المخيال القصصي حياة او حركة لذلك ..
وبناء الحركة ببنى معرفية تتعالق لتشكل تلك المجتمعية .. هنا لا بد من الاشارة الى بلاغة الموقف
هل هو استعاري ام تشبيهي ؟ فالاستعاري يقتضي قطع ما هو امتداد قد سبب ازعاجا او فشلا او غربة او تيها عن قيم السلام وامنه ..فالروح في الكيان تبقى هي هي ..تجدد ذاتها لتبدع امتدادا في الوجود يحقق لها السلام والثقة بالذات ..
والتشبيهي يقتضي احلال روح قادرة على تحقيق السلام .فما هي تلك الروح ؟
هي الارادة والعزم على التطهر من رجس ما ..
لنعود الى ترصد بنيوية الحركة التي اقترحها الباني .
المواجهة الكلامية التي ادت الى مواجهة حسية ..الكلام هو افراغ المخزون الذي تحتوية الشخصية المراد اقصاؤها الى النسيان ..الحوار ادى الى الغضب .. فجاءت البنية الاخرى :المرآة التي احضرت الشخصية وراءها ..الشخصية الوهمية المتخيلة بتحطيم المرآة تحطم الحوار والكلام والخزانة ..وتناثرت مهشمة ..وتاهت في الفراغ والفراغ ابكم .. والثورة تتحرك بارادة التغيير /التطهير..
هدأت الثورة /الفاعلية او الشخصية الام .. جمعت الشظايا تعيد التشكيل فرأت ذاتها ناصعة اي بلا كلام رذاذ يثير الغضب ..عطل الكلام ..وتفكك..
البنية الاخرى هي تقدم في الحركة هو الاستلقاء لاعادة التأمل فالسيجارة وحريقها ودخانها وحلقاتها المتصاعدة نحو السقف ..معادل لانهاء مرحلة ..والدوائر لا نافذة فيها ..ولكن ما وظيفة بنية السقف ؟ أليس حاجزا يمنع الانتهاء ؟
ايكون التطهر محدودا ..
التأمل يستحضر ويعيد الوهم …ها انه يشعر بحفيف ..والحفيف خفي ..فيغمغم تناغما مع حركة الوهم والحفيف ..لا كلام مسموعا ولا حوار من جديد ..ولكن وعيد ..سأقتله مكررة.
والقتل هنا هو المنع ..فجرح اليد من اثر الصراع سطحيا ولكنه نزف ..مما يحيل على عدم فاعلية او عمق ما يزعجها والقدرة على محوه ..و..
فها ان عينيه تريه ان الشظايا ما زالت متناثرة ..فهل وقع في الوهم هو ايضا ..ليبقى شعوره بها موجودا..نعم الماضي لا يموت كلية ..انما يسبب نزفا ليس قاتلا..
.لاحظنا اذن استعارية المعركة الذات التي هبط عليها الوعي فثارت على مترجمات سلوكها ..كشفت الكلام ..المخبوء في الانا ..كاشفت نفسها ..كسرت المر آة التي تتمرأى عليها قتلتها بمنعها من قيادة الغد ..
ما تشظى كان تطهيرا ومكاشفة اي اقتراح حياة للفكرة من جديد ..ما هي الفكرة ..رؤية الذات على مرأة ذاتها ناصعة ..بلا غبار ..كيف يكون النصوع ؟
تلك هي المسألة
النص اصلاحي واعادة توازن وتلك لعمري حداثة مسؤولة ..
كل التفاعلات:
٣