د . م . عبد الله أحمد
على الرغم من أن الثورة الرقمية قد فتحت الباب لظهور مواقع التواصل الاجتماعي والبحث والنشر ، إلا أن أهداف مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن في يوم من الايام منحازة لخدمة البشرية ، أي انها لم تكن من أجل تشكيل وعي جمعي بناء ، وإنما من اجل اغتصاب الوعي ، وتحقيق هذا الهدف من عدمه يتعلق بنا ، وبقدرتنا على الاستفادة والتأثير بعيداً عن الدخول في ساحة الحشد “القطيع المتشكل ” لخدمة من في الظل …
ولكن للاسف مازالت الاكثرية تنجرف باتجاه ” الحشد ” القطيع ، واصبحت الساحة مكتظة بانماط شاذة وغربية ، وتميل الكفة في معظم الاحيان لصالح التافهه والسطحية والاستعراض ..
في الواقع ، كرهت الالقاب والدرجات والتسميات من كثرة ما أرى من ادعاءات وهمية وهلوسات على مواقع التواصل الاجتماعي، لم اعد اطيق هؤلاء الذين يصفقون للجهل ، وللانجازات الوهمية ، وبنفس الوقت يصفقون للشيء وضده في آن دون تدقيق في الكلمات ، أو دون فهم …
محليا”، البعض يتحفنا يوميا “بأنه” أو “أنها” قد وصل الى اسمى درجات الانسانية لانه يقدم مساعدات وهبات لافراد من مؤسسات عريقة وعظيمة في بلدنا ، ولا يعرف ..او تعرف .. أن هذا النوع من الاستعراض يسيء أكثر للمؤسسة ذاتها ، الهبات تقبل أو لا .,,تلك وظيفة الدولة ، ولا يقبل قانونا تقديم هبات خارج نطاق المؤسسة …والبعض الاخر يستعرض ويتصور وهو يدعي مساعدة الفقراء..وأخر يعد الفقراء بالحنة – في الواقع هؤلاء يحتاجون الى مساعدة ( او الى مصح نفسي) وليس تلك المؤسسات العظيمة التي غيرت وجه التاريخ .
البعض ينشر كلمات لمفكرين وقادة ، دون أو يعرف ماذا تعني تلك العبارات او الكلمات – هل تعرف من هو انشتاين أو سبينوزا قبل أن تنشر أو تصفق لمن ينشر شيء عنهما ؟
الاخر يتكلم عن ما سيحصل ويحلل في الاستراتيجية والمال والسياسة والمستقبل ، رغم أنه لم يستطيع اكمال الثانوية العامة الا بصعوبة ..ولم يقرأ كتاب واحدا منذ سنوات ….
العواطف والتمنيات لا تبني مجتمعا ولا وعياً والجهل المغلف بمعرفة افتراضية مما ينشر على النت ما هو الا انغماسا اعمق في مستنقع الجهل …
علينا أن ندرك أننا نمر بمرحلة خطيرة وعصيبة (في كل المنطقة) والامر ليس متعلق بدولة ما ، وانما بمصير الافراد ..وأن خسر الافراد المعركة وانفسهم لن تبقى هناك دول …
علينا أن نكون على قدر المهمة والمسؤولية ، فنحن كنا في الالفا “البداية ” وعلينا أن نستمر الى الاوميغا “النهاية “، رغم كل ما يحدث يستطيع هذا الشرق أن يصبح جوهرة العالم بفكرة وسلوكه وعمق جذوره . ما نحتاجه هو الاعتراف بالواقع واعادة بناء الوعي بعيدأ عن الاستعراض الزائف .