هذي تعاليمي أمامك كلها
سترين فيها جنتي وجهنمي
إن كنت حتى الآن لم تستوعبي
ما جاء فيها فاسألي واستفهمي
إن كان يعجبك الكلام تكلمي
أو كنت ترتاحين في شتمي … فاشتمي
هو هكذ1ا يريدها بكامل إنسانيتها بكل ما تعنيه من كيان له حقوق يطالبه أن يدافع عنها
إنه الشاعر الذي نحتفي هذا العام بمئويته .. ولد الشاعر في دمشق عام 1923 في حي دمشقي عريق جده أبو خليل القباني من رواد المسرح العربي
درس الحقوق وتنقل في عدة عواصم كشاعر ودبلوماسي تزوج من ابنة خاله زهراء وله منها هدباء وتوفيق الذي توفي ورثاه الشاعر بقصيدة اسماها الامير الخرافي توفيق قباني
تزوج ممن أحب بلقيس العراقية عام 1962 والتي باتت اسما علما وفصيدته في رثائها من أروع القصائد حيث توفيت في تفجير السفارة العراقية في بيروت أيام الحرب الأهلية في لبنان
أول دواوينه كان عام 1944 بعنزان ( قالت لي السمراء)
خاض الشاعر معركة التجديد شعرا ونمطا ورؤية واستطاع الخروج من عباءة التخلف والجاهلية كما يقول .. كان مثقفا ومفكرا جابت قصائده الأصقاع تناول في موضوعاته الهم الاجتماعي والشأن السياسي وخص المرأة بأجمل ما قيل فيها حتى ليحلو للكثيرين القول عنه أنه شاعر المرأة .
هو شاعر كتب لها وصدح بأغنامها وهي سعيدة وصرخ بصوتها وهي تحاول الإفلات من حجرة التقييد والتكبيل بالعادات البالية التي جعلت منها حجر شطرنج ونزع منها كينونتها الإنسانية
نعم جاء شعر نزار يعلي صوته معها
يقول وكانه يجب عن سؤال يوجه للمرأة ( المرأة تريد أن تعيش في ظل رجل وليس في ذل رجل ) نعم هو صوتها الصارخ الذي يصدح ولا يسمع فيرتد خيبة في وجدانه ليعيد ترديده بصوت عال نزار قباني ويعلنها وهو مؤمن بهذا الحق للمرأة
هو يراها حضارة وفعل راق وحضور له وقعه لذلك يدافع عنها ويجسد صوتها ويجسدها بقوله : أريدك أنثى لأن الحضارة أنثى .. لأن القصيدة أنثى … وسنبلة القمح أنثى , قارورة العطر أنثى .
نعم هي العطاء والنماء والجمال والخير فينا
بل ذهب الشاعر إلى أقصى وأغلى مدى حين قال : ألذي يحب امرأة يحب وطنا
يراها وطنا ويعرف أنها تجسد ذلك حين تعطى ما لها بحب واحترام .
ويسمعها تلث بالقول بصوت مخنوق خوفا من الحساب فيندمج صوته بصوتها حين يقول ( إن كتابتي عن المرأة لا تعني بشكل من الأشكال أنني وقعت معاهدة أبدية مع جسدها .. فالحب عندي عناق للكون … عناق للإنسانية ))
نعم هكذا يبلغ التقدير والاحترام للمرأة أعلى مداه حين يكون الحب للمرأة روحا كيانا إنسانا .
تخيلت نفسي أطرح عليه سؤالا نسيته لكني لم أنسى غجابته حيث قال : إنني أكتب عن المراة وعن القضية العربية بحبر واحد وأقاتل من اجل تحرير المرأة من رسوبات العصر الجاهلي .
ما أروعه من حبر وأعظمه من قتال هو جل ما تحلم به المرأة وهو المدافع المشهر كل أسلحته لنصرتها .نعم هو يضرب بعصاه اغليظة على التقاليد البالية وينوب عنها أيضا بالصراخ رفضا لتلك التقاليد التي تنزع منها إنسانيتها .
هو يعرف جيدا ما تريده المرأة ويعرف أيضا أن مطالبتها بما تريد أو الكلام تصريحا أو تلميحا قد يجر عليها الويلات لذلك ينبري أيضا حاملا صوتها نثرا وشعرا ويقدم لها شرحا عن لواعجه وما يفكر به وما وصلت اليه قناعاته احتراما لها وتقديرا وليفتح باب الأمان بينه وبينها يقول :
0( إن كتبت لك عن هذا اليوم غير العادي فلأنني أشعر أنني تحررت في هذا اليوم من دبقي ومن ضعفي وخرجت من صندوق النفاق الاجتماعي ).
كيف يريدها نزار ؟
نعم يجيب ( أريدك مثل النساء اللواتي نراهن في خالدات الصور ومثل الع1ذارى اللواتي نراهن فوق سقوف الكنائس أريدك أنثى لتبقى الحياة في أرضنا ممكنة ) .
ما اجمل هذا الصوت القادم من عمق إحساسه وثقافته التي جعلت المرأة حياة إن كانت بخير فحياتنا بخير لأنها العطاء والنماء والبقاء .
في إحدى المقابلات معه وجهه له السؤال التالي /
كيف تتصور وضع المرآة الأكثر ملاءمة للحضارة ؟
أجاب : تواجه المراة الحضارة اليوم بالعقل والحرية والمسؤولية فبالعقل تعيد اعتبارها ككائن بشري وتصحح وضعها الإنساني وبالحرية تخرج من قانون الرق والعبودية ومن تسلط الذكور على جسدها وفكرها وقراراتها , بالمسؤولية تتعادل مع الرجل في الحقوق والواجبات تصير امراة نافعة لا أمرأة جميلة فقط .
لا اعتقد أن احدا سبقه في هذه الترجمة لمكنونات وصوت المراة بقناعة تامة ودفاع لا هوادة فيه عن حقها كإنسانة وأي كلام وشرح أبلغ مما قال ويقول , ونحن نحتاج لمجلدات للإحاطة بما كتب نثرا وشعرا
لنقف عند هذا الكلام للقباني ) خير لها أن تكون غمامة عابرة وحماتمة مسافرة وبرقا مشتعلا من أن تكون مقعدا جلديا في غرفة الجلوس أو سجادة أثرية ينفضونها مرة في السنة ).
بلسان كل امرأة اعتقد لا كلام بعد 1لك فلنسمه صوتها يعليه نزار قباني ولنطبق ذلك كقانون اجتماعي حكما سيكون المجتمع بالف خير بالتالي نموت ألاف المشاكل قبل أن يكتب لها الولادة .
و أختم بعد تقديم اعتذاري للشاعر لاختصاري على البعض اليسير مما قال وحسبي أني حاولت
يقول ( الأنثى لا تريد رجلا ثريا أو وسيما أو حتى شاعرا …. هي تريد رجلا يفهم عينيها إذا حزنت فيشيربيده إلى صدره ويقول لها هنا وطنك )
نعم كنت وطن الجمال ووطن الصوت الواعي ومنبع نواميس الحياة التي تحلم بها المرأة .. نعم لقد أبدعت بصوتك الذي مثلها وتحدث بلسانها
شكرا لأنك نزار قباني … شكرا لأانك شاعرا بهذا الحجم
منيرة أحمد |\ نفحات القلم
ألقيت المحاضرة في المركز الثقافي في العنازة 28\ 10 2023
في جمعية بانياس الثقافية في 4\11\2023