أدلى باعترافه في محكمة العشق وأمام قضاة الغرام إنّه شديد الغيّرة على محبوبته ممن حولها من عشاق
يسجل أقواله أنّ جمالهاساحر فتّان ممايضطره لمراقبة
دائمة خوفاً عليها من المشاكسات.
كتب أنّ قلبه كنار ملتهبّة فقد علمته الحبّ وسكنت في وجدانه وذاكرته فهي معشوقته الوفيّ لها.
هي جزء من بين ضلوعه من وطنه الحبيب هذا ماكتب شاعرنا القدير محمد شمه عن مدينته الجميلة القدموس.
يناجي وطنه بكل الحزن الذي حلّ عليه أن ينسى مامرّ به من مراحل العذاب ويعده بالقادم الأجمل والذي فيه سيسطع نور القمر وتُغني أغصان الصفصاف في حين الحور يتمايل ويغسل خطايا العتمة.
يكتب الأستاذ محمد شمه بحنينه إلى ذكريات ماضيه ترافقه منذ أن كان طالبا في المرحلة الابتدائية
والي كافة مراحل عمره وما قام به من أعمال ترافقها
جمال الطفولة والبراءة.
لمدينة القدموس التي ولد وتربي فيها مكانة خاصة في نفسه. .
فقد ذكرها في قصائده ووصفها بالحبّق
واجمل نباتات الزينة وانّها بيت العزّ والدفء
تكره الخصام وتحبّ الوئام .
لمعشوقته التي اختارها قلبه وامتلأ بغرامها كل السلام ولأصدقائه ومن مروا في حياته كل المودة
والأحترام.
عبأ المحبّة من انهار الحياة ومن بين جدران البساطة
ومن أعلى تلال المعاملة الحسنة.
كتب لأحباب لايُغادرون فكره وعقله وذاكرته فهم من
تربى في كنفهم وكتب لكل قرية ومدينة ومحافظة
وبلدة زارها إنّه الوفيّ بطبعه.
يعترف إنّه سارق محترف بسرقاته دون أن يخشى
هذا اللقب. بل تغزل بماسرقه من جمال عينيها التي
تعلّم من خلالها السرقة ويصفها بالساحرتين اللتين
اكتحلتا بألوان خضرة الأوراق والازهار النديّة.
يصف سرقته بالمشروعة من مشتاق اثمله خمر الجمال وهو السباق للإبحار في إشراقة نظراتها
ويبقى الهائم بين جفنيها.
لايعاند الأقدار، سباح ماهر بين الأمواج دون استسلام
على أيّ شاطئ ودون أن يخشى غدر الأنهار ولا حاسد
مقهور
يُخاطب الطيور وهي في طريق سفرها أن تأخذ له موعداً من الغيوم الهوى لكل جديد.
يُقارن عيش الفقراء وماعاشوه من فقر وحرمان
وبين فاسد عاش فساداً كسلاطين الزمان.
مقارنة بين الكرامة والضمير وبين بؤر الفساد والفاسدين.
شاعرنا القدير هل النهار مثل الظلام الدامس؟
نحلم بالشروق والهناء والشفاء بدل الذلّ والقهر والأمراض.
وصية الشاعر محمد شمه لزملاء الكلمة أن يبقوا
بانسانيّتهم وتواضعهم بعيداً عن الغرور والعنجهيّة والتكبر وان يظلوا هائمين بين قوافيهم يتغنون
باوطانهم بشوق وإحساس ومحبّة لأنّ الشعر نبض مسؤولية الشاعر واحساسه بالجميع.
يعود شاعرنا للغزل بمن سلبت عقله ويصف جدائلها
وجمالها في السهر تحت ضوء النجوم.
يصفها بعطر الورد الدائم وقد زنرت كتفيها بشال الرومانسية فاخمرته بحب فريد من نوعه فيبقى
العاشق الولهان الذي لايشفيه دواء.
ما قاله في معشوقته القدموس
قدموس صبي كؤوس الراح واسقينا
كي تستريح على ألحان ماضينا
لاتبخلي فأنا من حلم عاشقة
صغت القوافي كي تسمو… قوافينا
وقد كتب في معشوقته القدموس الكثير من القصائد الفصيحة والمحكية.
دغدغ حروف القصيدة فهمست للجداول وأخذت تختال بين الروابي وتدنو من السفوح فيزهر الشجر
ليظلّ ثوب الأرض ساحراً تُغرد فيه العصافير بالحان عذبة وتزغرد بالرقص أطفال غزة.
هنا يصول ويجول شاعرنا القدير بسيف ذي الفقار
ويعترف باليوم الموعود وامتداد حرب خيبر إلى
زمننا هذا.
يقسم الشاعر الوطني بأصوات أطفال غزة أنّهم حلم
يسافر بعقله إليهم بملء جوارحه وانّهم ملحمة الدفاع
والصمود والتصدي والثأر لتراب فلسطين.
فكتب
أطفال غزة ياصوتاً يُدغدغُني
أطفال غزة ياحلماً به السفر
فما كتبت وماخطت حجارتكم
أجل أعظم ماقيل أو نشروا
وساسة الغرب في خوف وفي وجل
حجارة القدس لم يصنع لها حجر
هم الأوفياء بوعدهم وهم السيوف بعزائمهم التي لا تلين فقد شاخت عباءات الكفر أمام قداستهم.
أطلق ابن القدموس قوافية ورسم بإبداع كل
حقيقة واقعيّة وصحيّحة مطلّقة لكنه يرى حروف الحجارة أكبر من كلّ تعبير وأعظم من كلّ ما كُتب
ويُكتب.
لم ينسى شاعرنا أطفال جنين والقدس ولا أيّ طفل
فلسطيني. بل أطلق على أطفال الحجارة وأبناء الجذور أنّهم سيُسقطون الظلّلم عنهم ويُدمرون
الغزاة.
كتب في الشهداء ترانيم النبل والشرف فهم من احتضنت اشلاءهم الأرض وتعطرت بدمائهم وتعتقت كالخمر وارتوت منه التلال والجبال والسهول ويقول
للوطن تزهو بوقفة غراء وتبقي طليقاً حراً مرفوع الجبين بشهداء الرحمة والعزة والفخار.
هذا ماكتب الأستاذ الشاعر العربي السوري محمد شمه بن القدموس التابعة لمحافظة طرطوس
قراءتي الادبيّة في بعض قصائد الشاعر العربي السوري القدير محمد شمه بن القدموس
في 15/12/2023/
انتصار عباس