بقلم
خالدمصاص/نفحات القلم
يسافرون..و..يقولون..
يحاوني الكثير من الاصدقاء والمعارف وهم في الغربة ويقولون لي:
هنا في الغربة الحياة والجمال والرقي غير شكل وطعم ولون..ومتوفر فيها كل متطلبات الحياة من الماء والكهرباء والنظافة والنت والامان والمال والسهر والشرب والطعام مالذ وطاب وكافة المواد والسلع والسيارات والمنازل ومناظر البحار وهي في قمة الحداثة والتطور والعمار وبكل مكان وعلى مدار الساعة تكون الحياة نجوم واضواء والاسعار فيها دون طمع واستغلال وابتزاز..
وقلت لهم:
اللان تقارنون بلد اجتمع عليه ذئاب العالم وعاثوا فسادا وتدمير..وصمدا.
اتذكرون كان عندنا كل شيء وارخص وافضل واجمل وانتم تعلمون ولمستم وعشتم الامن والامان والحياة مع اولادكم ..
نسيتم ليالي وسنين الخوالي وخيرات بلادي وكيف كانت ليرتنا الواحدة تساوي مئة ليرة تركية وتركي واصدقائه الملعون والكل حولنا خدام ومانزال اسياد واسود..
الم تشاهدون وطنكم سابقا واكلتم من خيراته طول سنين.. والان بدأتكم تضحكون وتثرثرون بعد كبوة وجراحه وضغوط…للاسف وليس غريبا على قليل وعديم الاصل والشرف ان يتفوه ويقول بتفاهة وسخرية هكذا كلام..
الان اصبحتم تتحدثون وتتلفظون وتتفاخرون بتلك الدول التي جلستم في احضانها اذلاء وبالاخص الغول وتدعوا عمره يطول وهي وهو واصدقائه الغرب بالاصل سبب الدمار والارهاب والحصار على وطننا وشعبنا..
ونسيتم حضن سورية الام وفضلها على مدار السنين.. وسروج خيلها كيف كانت وهي تسرح وتجول وتساعد المحتاج والملهوف..
وطننا يبنى وسيعود قريبا بعد غدر، اجمل وارقى بمحبتنا وصمودنا معه وسيزدهر وردا وياسمينا وينثروا عطرا ومسكا وبخورا..
وانتم يا من تتبجحون..ابقوا كما انتم وفي مكانكم وباحضانهم مرميين وتشحدون وتمسحون الاطباق والصحون اذلاء للعيش فقط في الغربة لا كرامة ولا وطن لكم يحميكم ولا شيء تملكون هناك..
المال..به نربح وفيه نخسر،الا خسارة الوطن والكرامة وشرف الانسان لن تعود وتعوض ابدا..
قولا واحدا..اقوله:
الوطن والقائد والجيش عز وكرامة وشرف وجزء منا،ولن نتخلى عنهم ونتركهم ..
هنا ولدنا وتعلمنا وعشنا.. فالاشجار الاصيلة والمثمرة لا تعيش دون ارض وتراب معطاءة تناسبها وماء عزبة ورعاية وايادي كريمة..
وهي شدة والم وبتزول..ولكل حصان كبوة وبعدها نصرا مؤكدا وقوة وصمود…
فمن لا يدافع عن وطنه لا يستحق العيش فيه..
تحية كبيرة لكل شخص وطني صامد وشريف فيه رغم الضغوط والظروف..
فضلا عن هؤلاء الانانيين الذين هربوا منه ولخدمته ولاسباب او دون ذلك تاركين دمائه وجراحه ومعاناته واوجاعه لوحده يصرخ وتسول..للاسف والف اسف منكم.
وقريبا ستزول كل علائم الجراح والحروب ويعود افضل واجمل مما كان، وعلمنا يرفرف عاليا سماء الوطن فخورا بنصرا كاملا رغم انف الحاقدين والغيورين والنجوس..
ويكفيكم تعويل وثرثرة وفخفخة وتمجيد.. ومن المؤكد انكم تملكون الان عملا ومالا فقط.
لكننا نحن نملك اغلى واثمن،هو وطنا كبيرا يحفظ كرامتنا وعرضنا..وستبكون ندما لانكم تركتموه وفضلتم الغول وغيره عن وطنكم العظيم..
واختم القول بالحكمة:
أهجر قصور الذل ان كانت من ذهب ولؤلؤ والماس،وأسكن بيوت العز لو كانت من تراب وفخار..
فمن عندنا النسر والرجال الشرفاء، والمحبة والسلام وارض الطهارة والحضارة والتاريخ والاديان..وتشرق الشمس ويولد الانسان وتكون الحياة والجمال.