سعيد فارس السعيد
كاتب وباحث استراتيجي سوري مستقل
التاريخ لا يرحم المستكبرين الأغبياء،
وسقوط الأمم لم يكن يومًا بسبب هزيمة في معركة،
بل بسبب إهمال رجال الفكر والعقلاء ، وبسبب عدم المبالاة بتأثيرات الكلمة والفكر الحر،
نعم ..
سقوط الدول والأمم بسبب تجاهل رجال العلم الذين يحملون ضمير الشعب وذاكرته.
لأن رجال الفكر لا يملكون سوى ذاكرتهم وكرامتهم وحقهم في إصلاح وتحذير الأجيال،
لأن حياتهم هي ملك للشعب ولأنهم ضمير الأمة.
ورجال الفكر ،وقادة الرأي العام قد يتسامحون مع الإساءة،
وقد يتجاهلون المؤامرات الصغيرة ضدهم ..،
لكنهم لا ينسون، ولا يغفرون، ولا يتنازلون عن حقهم أو حق أمتهم.
فالكلمة اليوم ليست رأيًا شخصيًا…
الكلمة اليوم هي سلاح حياة،
هي القوة التي تبني شرقًا جديدًا، وتكشف الانهيارات قبل وقوعها،
وهي القدرة على إسقاط منظومات كاملة إن تم إهمال العقلاء أو تهميش المفكرين.
وإهمال الكلمة والفكر ورجال الفكر اليوم جريمة استراتيجية،
سيدفع ثمنها الجميع .
وسيفقد القادة الذين يغفلون عن هذه الحقيقة مصداقيتهم وشرعيتهم أمام التاريخ.
هذه رسالة واضحة:
استمعوا إلى من يكتب للأجيال،
ولا تستمعوا إلى أصوات وكلمات الغرف المغلقة.
احترموا المفكرين واحموا أصحاب الرأي قبل فوات الأوان.
فالتحذير الذي أقدمه اليوم،
هو مسؤولية ، وليس مجرد نصيحة عابرة.
الكلمة، اليوم وغدًا وللأبد، هي القوة التي تبني الأمم أو تكشف سقوطها.
من يستهين بها،
سيكتشف قريبًا أن الطريق إلى الفوضى قصيرة،
وأن الشعوب لا تنسى،
والتاريخ لا يصفح.
سعيد فارس السعيد
كاتب وباحث استراتيجي سوري مستقل
“صوت من أجل شرق يولد من تحت الرماد، لا من تحت الركام













