عبر سنواتٍ تسعٍ ، هل تركت أمريكا سلاحاً إلا واستخدمته ؟ فهل سيخرج قيصر الزير من البير ؟
نعم جوع ، وعوز ، مع صبرٍ وقسوةٍ في التحملْ ، ولكن الخسرانَ ، لا جوعٌ بل موتٌ اضافي
الأصدقاء والحلفاء الذين قدموا الدم ، باتوا قطباً ، والقطب مصلحته الأهم انتصار سورية
ـــــ( 5 )
المحامي محمد محسن
عندما ندرك :
أن هذه الحرب المديدة ، كان لها أهداف عشرة ، أهمها التجويعُ لشعبنا ، و قتلٍ لأولادنا ، وتهديم لبيوتنا ، وتشريد لأبنائنا ، ثم تقسيم لوطننا لخمسٍ .
وعندما ندرك :
أننا جعنا ، واستشهد أبناؤنا ، وهدمت بيوتنا ، وصبرنا ، ولم نهن ، وبقينا في الميدان صامدين ، وحققنا انتصارات على قطب بكامله ، مع عونٍ من قطبٍ مشرقي ، اقتضتِ الضرورةُ تَشَكْلُهُ على الميدان السوري .
[ فهل ستهزمنا كقطب حرب التجويع لوحدها ؟ لا وألف لا ]
نعم فساد ، وجشع ، وسوء ادارة ، تلاقت مع الأذرع العشرة للحرب ، فحدث لغطٌ ، وبعضٌ من خوف ، مع حرب نفسية ضاغطة ، تكاد تطبق على أنفاس المواطن المتعب ، لعب الدور الأساسي فيها ( الانتظاريون ) العملاء ، المترقبون ، الذين كادت الخيبات أن تقضي عليهم ، فتمسكوا بقيصر ( كمن يتمسك بقشة ) .
من يعتقد أن حرباً شنها قطباً بكامل أعضائه ( البالغين / 90 / دولة ) ، بقيادة أقوى دولة في العالم أمريكا ، وكان هدفها اسقاط النظام في سورية فقط ، وتنصيب نظام ( سوبر ديموقراطي ) بقيادة ( الخليفة البغدادي ، أو الجولاني ، أو ما شابههما ، اخوانياً كمرسي ، أو وهابياً كشيخ النكاح ) هو ( يا ولدي مجنون ، مجنون ، مجنون ) .
الحرب كان ميدانها سورية ، ولكن غاياتها أبعد من سورية بكثير ، وأهم غاياتها التضييق على روسيا ، وحصار الصين ، والقضاء على ايران ، وحزب الله .
[ الوطني الذي يعتقد غير هذا : لا يسقط في خطأ التحليل ، بل يسقط في وطيس الحرب النفسية ، فتقتله ، ويقتل هو من يصغي إليه ] .
أيها المهتمون أصدقاءً وأعداءً [ نحن بتنا قطباً ، يواجه قطباً ، ولم نعد دولةً تواجه قطباً ]
عندما ننطلق من هذه المسلمة ، التي باتت حقيقة ، نسخر من قيصر ، وممن شرع قيصر ، ونتوجه إلى ترامب ، وإلى مجلسي الشيوخ ، والبرلمان ، ونقول لهم ( لقد كشفناكم ، سلاح التجويع هو سلاحكم الأخير ) ، فما دامت كل أسلحتكم بما فيها التجويع والموت ، قد هزمناها أو نكاد .
فيا أيها الأمريكيون ؟ ، هل سيهزمنا سلاح واحد من أسلحتكم الألف ، الذي لا تتطلب منا مواجهته أكثر 1% ، مما وجهناه من الويلات عبر سنوات عشر .
[ ثقوا : وكل من يتابعني يعلم يقيناً ، أنني لم أكن أتنبأ عبر السنوات السبعة ، بل كنت أقرأ المستقبل قراءة المهتم والغيور ، ولا أبيع تفاؤلاً مجانياً ، فتوافق ما توقعته ، مع النتائج التي تحققت ، لأكبر دليل على صدق وصحة ما رميت ] .
إن حرب التجويع التي تعتبر الحرب الاحتياطية الأخيرة ، في جعبة أمريكا وحلفائها ، ستخلف الكثير من المتاعب الاقتصادية ، لشعبنا وبخاصة لطبقة العمال والفلاحين ، بما فيهم عمال الدولة .
ولكن أقول جازماً سيكون له منعكسات ايجابية بالغة الأهمية ، غابت عن عباقرة الاقتصاد الغربيين ، فكيف لا تغيب عن العملاء الانتظاريين .
وسأنطلق من مقولات أثبتت تجارب العالم صحتها ألا وهي ( الحاجة أم الاختراع ، وفي كل صعوبة فرصة ( أنشتاين ) ، وتساقط الهموم كالغيم الأسود يبعث على الهمة )
ــــ فلنضرب لذلك مثلاً : ايران ، حوصرت منذ أربعين عاماً ، وهي الآن أكثر اعتماداً على الذات ، فتقدمت في جميع المجالات ، العلمية والعسكرية ، حتى باتت تهدد أمريكا .
ـــ حلفاؤنا الذين قدموا العون لنا بالدم ، فهل سيبخلون علينا بالعون الاقتصادي ؟ ، بائس من يشكك بهذا .
ـــ ما فتئت أمريكا تستخدم الدولار كسلاح ، ضد جميع الدول ، لذلك يجب أن يكون من أوليات القطب المشرقي الفتي البحث عن عملة بديلة ، وهذا بات من ضرورات التشكل .
………………هل سيكون الحصار مبعثاً لهبة شعبية عربية ـــ انسانية ؟؟
ـــ نعم الذي لا يعلمه ترامب ، والعملاء ، أن هذا الاجراء ، سيشكل هدية للشعب العربي في سورية ، حيث سيوقظ المشاعر النبيلة ، في كل الأصقاع العربية ، من موريتانيا حتى العراق ، تجاه الشعب العربي في سورية ، وسيعبر عن ذلك ، بمبادرات ، أو بتظاهرات ، ستشكل هبة ومبعثاً ليقظة شعبية عربية ـــ انسانية واسعة ، تهز عروش الممالك .