رحل يوم الثلاثاء 21 يوليو 2020 الكاتب والباحث الأكاديمي والدبلوماسي، والأستاذ في جامعة القديس يوسف في بيروت، حسين عبيد غباش، والذي يعد من المثقفين والأكاديميين الإماراتيين الذي برزوا في لحظة ومنعطف زماني فارق، حيث واكب مرحلة بناء الدولة وانطلاقها في مدارج التقدم والازدهار. ويعد من المتخصصين في التاريخ العماني، ويعد كتاب “عمان: الديمقراطية الإسلامية تقاليد الإمامة والتاريخ السياسي الحديث 1500-1970″، من أبرز أعماله الفكرية.
ولد حسين عبيد غباش في عام 1951 في دبي وحصل على دكتوراه في العلوم السياسية من فرنسا، اشتهر بنضج تكوينه الثقافي، ورؤيته الوطنيّة والقوميّة، وهو الذي لطالما كان مسكوناً بالهمّ العربي. وما سلسلة مقالاته الصادرة في كتاب «الإمارات والمستقبل نحو رؤية وطنيّة جديدة» (1999 ــ دار الخليج) إلّا دليل على ذلك. إلى جانب الصحافة، نشط غباش على صعيد الأبحاث، خصوصاً في ما يتعلق بتاريخ وراهن منطقة الخليج العربي. ومن أهم هذه المؤلّفات، كتابه «عُمان: الديمقراطية الإسلامية، تقاليد الإمامة والتاريخ السياسي الحديث» (1997 ــ دار الجديد) الذي تتبّع فيه تحوّلات هذا البلد على مدار قرون، فضلاً عن كتاب «الجذور الثقافية للديمقراطية في الخليج: الكويت والبحرين تاريخ الشعوب الصغيرة» (2010 ــ دار الفارابي).
ديبلوماسياً، عمل في سفارات الإمارات في عدد من البلدان، ومثّل بلاده لسنوات في الـ«يونيسكو»، كما درّس في السنوات الأخيرة في «جامعة القديس يوسف» في بيروت التي عشقها كما دمشق. ولأنّ قلبه خفق لفلسطين، خصّها بمؤلّفات عدّة، كـ«فلسطين ــ حقوق الإنسان وحدود المنطق اليهودي» (1987) الذي قدّم فيه دراسة مهمّة حول حقوق الإنسان الفلسطيني، ووقف فيه عند حقائق تاريخيّة، كاشفاً ادّعاءات «الدعاية الصهيونية وله أيضاً «أمريكا وحقوق الإنسان في العالم الثالث»، ويعتبر كتابه «محمد صلى الله عليه وسلم… قراءة حديثة في سيرة رسول النور والسلام»، من المؤلفات التي بذل فيها جهداً معرفياً كبيراً، فللمؤلف وجهة نظر خاصة به في الكتابات التي تناولت سيرة النبي الكريم، حيث ينحي كل الوقائع غير الدقيقة التي وردت في بعض مؤلفات المؤرخين عن سيرة الرسول الكريم.
إعداد : محمد عزوز
عن ( وكالات وصحف )


















