مهند الحميدي – نفحات قلم
تسلط رواية “صرخة الليالي” الصادرة حديثًا، للكاتب الجزائري هاروني يوسف، الضوء على ظاهرة الطلاق وانتشارها في المجتمعات العربية، ومعاناة المرأة في ظروف قاهرة لتربية أبنائها في ظل غياب المعيل.
وبأسلوب واقعي، يتطرق يوسف لمسيرة حياة عائلة فقيرة وما تتعرض له من مواقف ترسم مستقبلها، وعلى الرغم من كم المشكلات الهائل والضغوطات التي تتعرض لها العائلة وغلاء المعيشة يبقى الأمل ماثلا في الرواية، متجسدا في كفاح أم لا تستسلم عازمة على متابعة تربية أبنائها.
في الرواية يعود بنا الكاتب إلى تاريخ العائلة لنتعرف على أسباب انفصال الزوجين، لتعرض الرواية لجملة أعراف تزيد من هول المأساة العائلية، ليتحول المجتمع إلى عقبة بدلا من أن يكون الداعم، ونلمح رسائل مبطنة ينتقد فيها الكاتب الأحكام النمطية والمواقف السلبية في مجتمعاتنا الشرقية.
وفي حديث خاص لـ”نفحات قلم”؛ قال يوسف: “نبعت فكرة الرواية من مراقبتي لمعاناة الأبناء من انفصال الأبوين وما يعيشونه من حرمان يمنع انخراطهم في المجتمع بطريقة سليمة مثل الأطفال في محيطهم”.
وأضاف: “أحاول في أعمالي أن أخلق مساحة لنفسي تشبهني وتشبه قلمي، أسلك منذ انطلاقتي منهج الحق والواقع وكسر التزييف، ساعيا إلى تمرير رسائل للمجتمع مبنية على الصدق والتمسك بالعرف والدين وحب الوطن والكفاح”.
وأوضح يوسف في حديثه لـ”نفحات قلم”: “أود أن يقرأ الجمهور معاناة تلك الشريحة من الأطفال وكفاحهم ودموعهم. بصمتي لا تختلف كثيرا عن الآخرين بما أننا نتشارك في نقل نفس الهموم والألم، ولكن لكل منا حكايته ونحن نرويها بأساليب مختلفة ويبقى الأهم الوصول للجميع لأخذ العبرة”.
“صرخة الليالي” من إصدارات دار الأمل، الجزائر، وتقع في 68 صفحة من القطع المتوسط.
الكاتب في سطور
هاروني يوسف، كاتب وصحافي وشاعر جزائري يبلغ من العمر 26 عاما، سبق أن صدر له ديوان شعر باللغة الأمازيغية؛ بعنوان “أسيرم” (الأمل) عام 2015،