د.رفعت شميس :
من المؤلم أن تعطش الحسكة ، والمؤلم أكثر أن تعجز الحكومات المتعاقبة على مدى عشرات السنين عن ايجاد بدائل وحلول . فمياه الشرب في الحسكة – ومنذ أن كان نبع الكبريت حياً في رأس العين – كانت ذا طعم غير مستساغ ، فليجأ الأهالي لشراء المياه المعدنية ومن كان لديه وسيلة نقل كان يأخذ المياه من مناطق مختلفة لينعم واسرته بماء نقي للشرب .
نحن نعلم وكل الحكومات المتعاقبة تعلم أن المياه الجوفية في سورية غزيرة وهي توجد في أعماق متفاوتة ويمكن الوصول اليها عن طريق حفر الآبار الارتوازية ، حتى وإن كانت على أعماق تزيد على 3000 متر ، فالمضخات الحديثة والضخ التكاملي والدفع المرحلي كل هذا كفيل بإيصال المياه الى السطح ليصار إلى ضخها في خزانات تجميعية .
ثم ان سورية مجاورة لشاطئ البحر حيث يبلغ طوله حوالي 185 كم . والغريب أن اية حكومة مما تعاقب على سورية لم تفكر بتحلية مياه البحر . والمعروف أن هناك
طريقتان يمكن اعتمادهما أو احداهن :
1 – باستخدام الأغشية وتسمى أحيانا طريقة التناضح العكسي وهي تعمل بالكهرباء.
2 – باستخدام التبخير بالحرارة وتلك الطريقة معروفة باسم التقطير.
وفي حال تمت التحلية سيتم ضخ المياه عبر قنوات سطحية إلى أماكن عديدة .
ما أريد قوله : إن سورية غنية بالمياه ولكنها فقيرة بمن يريد أن يعمل بصدق وأمانة حيث أن أغلب المسؤولين يرون في مناصبهم امتيازا لا مسؤولية . فترى واحدهم قبل التعيين كل يوم يكتب في الوطنية ويظهر على التلفاز متحدثا عن الوطن فإذا صار مسؤولا تقوقع في مكتبه منشغلا بجمع المال فإذا انتهت مهمته انطفأ مصباحه فلا يظهر للناس ولا حتى في صفحته على الفيس بوك وكأنه خسر معركة كان يشعر فيها أنه صاحب الحق وهو الفهيم وغيره البهيم .